The Swiss voice in the world since 1935

غوتيريش يدعو للتحقيق في مقتل العشرات قرب مركز لتوزيع المساعدات في غزة

afp_tickers

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاثنين إلى تحقيق مستقل في مقتل العشرات قرب مركز توزيع مساعدات غذائية في غزة، فيما أعلن الدفاع المدني مقتل 19 شخصا في قصف إسرائيلي على شمال القطاع.

أعلن الدفاع المدني في القطاع الأحد مقتل 31 شخصا وإصابة أكثر من 176 آخرين بنيران إسرائيلية خلال توزيع مساعدات غذائية، فيما نفى الجيش الإسرائيلي أن يكون أطلق النار على المدنيين، مشيرا الى تقارير “كاذبة”.

وقال غوتيريش في بيان “روّعت إزاء التقارير التي تفيد عن مقتل وإصابة فلسطينيين أثناء سعيهم للحصول على مساعدات في غزة … من غير المقبول أن يخاطر الفلسطينيون بحياتهم من أجل الغذاء”.

وأضاف “أدعو إلى تحقيق فوري ومستقل في هذه الأحداث ومحاسبة الجناة”.

بدأت “مؤسسة غزة الإنسانية” توزيع المساعدات في قطاع غزة في 26 أيار/مايو. وقالت المؤسسة الأحد إنها وزعت ستة ملايين وجبة غذائية حتى الآن. 

ورفضت الأمم المتحدة التعاون مع المؤسسة ذات مصادر التمويل الغامضة، قائلة إنها لا تحترم المبادئ الإنسانية الأساسية.

– “الجيش أطلق النار” –

في رد فعلها على تصريح غوتيريش، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في منشور على منصة إكس “يا للعار”، معتبرة أن الأمين العام للأمم المتحدة لم ينتقد حماس.

وأكد الجيش الإسرائيلي أنه “لم يطلق النار على المدنيين”، واصفا التقارير بأنها “كاذبة”.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إيفي ديفرين في بيان مصور إن “حماس تبذل قصارى جهدها لوقفنا” عن توزيع المساعدات، وتعهد “التحقيق في كل من تلك الادعاءات” ضد القوات الإسرائيلية.

وأضاف “أحضكم على عدم تصديق كل شائعة تروجها حماس”.

أما “مؤسسة غزة الإنسانية” التي تديرها شركة أمن خاصة أميركية ومتعاقدة مع الولايات المتحدة فقالت الأحد إنه “تمّ توزيع كل المساعدات اليوم بدون أي حوادث”.

وأضافت “سمعنا أن حركة حماس تروّج لهذه التقارير المزيفة عمدا. إنها غير صحيحة ومفبركة”.

غير أن مصدرا عسكريا أقر الاثنين بأن “طلقات تحذيرية أطلقت باتجاه عدد من المشتبه بهم” خلال الليل على بعد كيلومتر واحد تقريبا.

وأكد شاهد عيان لوكالة فرانس برس “طبعا الجيش الاسرائيلي الذي أطلق النار والكل هرب. كان خوف وفوضى عارمة، رأيت بعيني شهداء ومصابين في المنطقة”. 

وأفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن مستشفاها الميداني في رفح استقبل 179 مصابا الأحد، أعلنت وفاة 21 منهم عند وصولهم.

تواجه إسرائيل ضغوطا دولية متزايدة بسبب الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة الذي تحوّل إلى ركام، فيما تقول الأمم المتحدة إن كل سكان القطاع المحاصر معرّضون للمجاعة، معتبرة أن المساعدات التي سُمح بدخولها منذ أيام بعد حصار مطبق استمرّ أكثر من شهرين، ليست سوى “قطرة في محيط”.

وحذرت الأمم المتحدة في وقت سابق من أعمال نهب للمساعدات من قبل أفراد مسلحين. 

– “أطفال فقط” –

الاثنين، أكد الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل مقتل “14 شخصا بينهم 6 أطفال و3 سيدات، إضافة إلى أكثر من 20 مفقودا ما زالوا تحت الأنقاض” في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزل مواطن من عائلة البرش في بلدة جباليا.

وبحسب بصل نقل القتلى إلى مستشفيي الشفاء والمعمداني في مدينة غزة.

وأكد بصل لاحقا “نقل 5 شهداء وعدد من الجرحى نتيجة قصف إسرائيلي على منزل يعود لعائلة السموني في منطقة مصعب بن عمير شرق حي الزيتون بمدينة غزة”.

وأشار “لا يزال عدد من المفقودين تحت الأنقاض”. 

أما عمر عسلية الذي ساعد في انتشال الضحايا وهو من الجيران فكان يصرخ “كل يوم مجازر… أشلاء، قطع”.

وأضاف “المنزل فيه أطفال، أطفال، أطفال فقط، النساء والشباب لا يعرفون إلى أين يذهبون، في هذا الاتجاه أو ذلك الاتجاه، حرام، مجاعة، قصف، خراب، دمار، يكفي”. 

وردا على سؤال لوكالة فرانس برس، قال الجيش إنه نفذ “ضربات ضد أهداف إرهابية في شمال قطاع غزة”، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وفي دير البلح وسط قطاع غزة، أشار بصل إلى “نقل 3 شهداء على الأقل… إثر قصف الاحتلال بعد ظهر اليوم في داخل مدرسة العائشية التي تؤوي نازحين”.

من بين 251 شخصا خُطفوا خلال الهجوم الذين نفذته حركة حماس على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، لا يزال 57 في غزة، أكد الجيش وفاة 34 منهم على الأقل.

وأدى هجوم حماس إلى مقتل 1218 شخصا في الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين، وفق حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية. 

وقُتل أكثر من 54470 شخصا، غالبيتهم من المدنيين، في العملية العسكرية التي تشنّها الدولة العبرية في قطاع غزة منذ ذلك الحين، وفقا لبيانات وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

– أمر إخلاء جديد –

وأصدر الجيش الإسرائيلي الاثنين أوامر إخلاء جديدة لسكان مناطق في غرب محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة تمهيدا لاستهدافها، مشيرا إلى أن حماس “تنشط فيها”. 

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية أفيخاي أدرعي على حسابه بمنصة إكس إن على سكان هذه المناطق “الإخلاء فورا غربا إلى المواصي” حيث ستعمل القوات “بقوة شديدة”.  

على صعيد متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه اعترض صاروخا “أطلق من اليمن” وتسبب في تفعيل صافرات الإنذار في بعض المناطق.

وأتى اعتراض الاثنين بعد هجوم آخر الأحد أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنه.

في الأثناء، لم تحقّق المفاوضات لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو 20 شهرا أي تقدّم يُذكر، منذ استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية في 18  آذار/مارس الماضي بعد هدنة لستة أسابيع.

وبعد فشل المباحثات الأسبوع الماضي، قالت حماس الأحد إنها مستعدة “للشروع الفوري في جولة مفاوضات غير مباشرة للوصول إلى اتفاق حول نقاط الخلاف”. 

بور-ها-ح س/ص ك

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية