مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الدول الوسيطة تعلن التوصل الى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة

afp_tickers

أعلنت الدوحة وواشنطن والقاهرة الأربعاء التوصل الى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة بعد أكثر من 15 شهرا من حرب مدمّرة خلّفت عشرات آلاف القتلى ودمارا واسعا وكارثة إنسانية.

ويشمل الاتفاق الإفراج عن رهائن محتجزين في قطاع غزة منذ الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 وأدّى الى اندلاع الحرب، مقابل الإفراج عن معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وقال رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني إن الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ الأحد.

وبعد ساعات على إعلان الاتفاق، أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة مقتل عشرين شخصا في غارات إسرائيلية.

وسارعت حركة حماس الى التأكيد أن الاتفاق “إنجاز” للمقاومة و”ثمرة صمودها الأسطوري”. أما إسرائيل فبعد أن ذكرت أن هناك “بنودا عدّة” في الاتفاق لا تزال عالقة، عادت وشكرت على لسان رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب على جهودهما للتوصل الى هدنة.

واعتبر الرئيس الإسرائيلي اسحق هرتسوغ أن اتفاق الهدنة هو “الخيار الصحيح” لإعادة الرهائن.

وقال رئيس وزراء قطر في مؤتمر صحافي “يسرّ دولة قطر وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأميركية الإعلان عن نجاح جهود الوساطة المشتركة لوصول طرفي النزاع في قطاع غزة إلى اتفاق بشأن تبادل الأسرى والرهائن والعودة إلى الهدوء المستدام وصولا لوقف دائم لإطلاق النار بين الجانبين” في قطاع غزة.

وأعرب الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان عن “سعادته الغامرة” لكون الاتفاق سيتيح الإفراج عن الرهائن لدى حركة حماس، وبينهم أميركيون، و”سيوقف القتال في غزة وسيزيد المساعدات الإنسانية التي يحتاج إليها بشدة المدنيون الفلسطينيون”.

وأكد أن المرحلة الأولى منه تتضمن “الوقف الكامل والتام” لإطلاق النار.

ورحّب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالاتفاق، وقال إن الاتفاق هو ثمرة “جهود مضنية على مدار أكثر من عام بوساطة مصرية قطرية أميركية”.

وقبل وقت قصير من إعلان الاتفاق، أشاد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب به، وكتب على صفحته على موقع “تروث سوشال” Truth Social للتواصل الاجتماعي، “لدينا اتفاق بشأن الرهائن في الشرق الأوسط. سيتم إطلاق سراحهم قريبا. شكرا لكم!”.

وقبل أيام قليلة من دخول ترامب إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/يناير، تكثفت المباحثات غير المباشرة في الدوحة من أجل التوصل إلى هدنة.

– ثلاث مراحل –

واعتبرت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في بيان أن “اتفاق وقف إطلاق النار هو ثمرة الصمود الأسطوري لشعبنا الفلسطيني العظيم ومقاومتنا الباسلة في قطاع غزة، على مدار أكثر من 15 شهرا”.

وأضافت أنه “إنجاز لشعبنا ومقاومتنا وأمتنا وأحرار العالم، وهو محطة فاصلة من محطات الصراع مع العدو، على طريق تحقيق أهداف شعبنا في التحرير والعودة”.

وكانت قطر أكدت الثلاثاء أن المفاوضات باتت “في مراحلها النهائية” وأن العقبات الأخيرة التي تعترض التوصل إلى اتفاق “تمت تسويتها”.

وأعلن بايدن أن “المرحلة الأولى تمتد على ستة أسابيع، وتتضمن وقفا كاملا لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من كافة المناطق المأهولة في غزة، وإطلاق سراح عدد من الرهائن الذين تحتجزهم حماس، بما في ذلك النساء والمسنون والجرحى”.

وقال محمد بن عبدالرحمن بن جاسم أن حماس “ستطلق في المرحلة الأولى سراح 33 محتجزا إسرائيليا بما يشمل النساء المدنيات والمجندات والأطفال وكبار السن والمرضى والجرحى المدنيين مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ومراكز الاعتقال”.

وأشار بايدن إلى أن إسرائيل ستفرج “في المقابل عن مئات المعتقلين الفلسطينيين”.

والرهائن الـ33 هم بين 94 إسرائيليا ما زالوا محتجزين في غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وقد أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 34 منهم.

وأوضح مصدر مقرب من حماس أنه سيتم إطلاقهم “على دفعات، بدءا بالأطفال والنساء”.

وخطف خلال هجوم حماس 251 شخصا ما زال 94 منهم محتجزين في قطاع غزة، فيما أعلن الجيش مقتل أو وفاة 34 منهم.

وأوضح رئيس الوزراء القطري أن “فريقا مشتركا” من الولايات المتحدة وقطر ومصر “سيراقب تنفيذ الاتفاق”.

وشدّد السيسي على “أهمية الإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة لأهل غزة، لمواجهة الوضع الإنساني الكارثي الراهن، دون أي عراقيل”.

ورحّب الأردن بالاتفاق، وشدّد على الحاجة إلى تحرك دولي “فوري” لإدخال المساعدات.

وثمّنت وزارة الخارجية السعودية الجهود التي بذلتها قطر ومصر والولايات المتحدة لإنجاز الاتفاق، وأكدت “أهمية البناء على هذا الاتفاق لمعالجة أساس الصراع من خلال تمكين الشعب الفلسطيني الشقيق من حقوقه، وفي مقدمتها قيام دولته الفلسطينية المستقلة”.

وشدّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على “ضرورة” أن يزيل وقف إطلاق النار العقبات أمام تسليم المساعدات الى “كل أنحاء غزة”.

ورحّبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين بالإعلان. وجاء في منشور لها على منصة “إكس” أن “كلا الطرفين يحب أن ينفّذا بالكامل هذا الاتفاق، بصفته منطلقا نحو الاستقرار الدائم في المنطقة والحل الدبلوماسي للنزاع”.

كما رحّبت كل من فرنسا وتركيا وهولندا وبلجيكا واسكتلندا وإسبانيا وغيرها من الدول بالاتفاق.

– احتفالات –

تسبّب هجوم حماس بمقتل 1210 أشخاص، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

وقُتل أكثر من 46707 فلسطينيين، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

وفور الإعلان عن الاتفاق، بدأ آلاف الفلسطينيين في أنحاء مختلفة من قطاع غزة يحتفلون.

وقال مراسلو وكالة فرانس برس إنهم كانوا يرددون “الله اكبر، هدنة، هدنة”، بينما اطلقت السيارات أبواقها فرحا.

وقالت رندة سميح (45 عاما) وهي نازحة من مدينة غزة الى مخيم النصيرات في وسط القطاع “لا أصدق أن هذا الكابوس الذي نعيشه منذ أكثر من عام سينتهي. لقد فقدنا كثيرين، فقدنا كل شيء، نحن بحاجة للكثير من الراحة”.

في تل أبيب، كانت ردود الفعل متباينة بين الفرح والقلق.

وقالت أورنيت باراك (59 عاما) التي كانت تشارك في تجمّع للمطالبة بإنهاء الحرب وإعادة كلّ الرهائن “بالطبع أنا سعيدة جدّا من جهة لكنني قلقة من جهة أخرى لأنني أريد أن يبقى الاتفاق ساريا حتّى عودة آخر رهينة… حيّا كان أو ميتا”.

 بور/ع ش-رض/ود

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية