
حصري-أغذية علاج أطفال غزة من سوء التغذية على وشك النفاد

من أوليفيا لو بواديفان وشارلوت جرينفيلد وجينيفر ريجبي
جنيف/القدس (رويترز) – قالت الأمم المتحدة ووكالات إنسانية إن الأغذية العلاجية المتخصصة في علاج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد واللازمة لإنقاذ حياتهم على وشك النفاد في غزة.
وقال سليم عويس المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في عمان بالأردن، لرويترز أمس الخميس “نواجه الآن وضعا حرجا تنفد فيه الإمدادات العلاجية”.
وذكر أن إمدادات الأغذية العلاجية جاهزة الاستخدام، وهي علاج أساسي للأطفال، ستنفد بحلول منتصف أغسطس آب إذا لم يتغير شيء.
وأضاف “هذا أمر خطير للغاية بالنسبة للأطفال الذين يعانون حاليا من الجوع وسوء التغذية”.
وأردف عويس يقول إنه لم يتبق لدى اليونيسف من هذه الأغذية إلا ما يكفي لعلاج ثلاثة آلاف طفل.
وعالجت اليونيسف في أول أسبوعين من يوليو تموز وحده خمسة آلاف طفل من سوء التغذية الحاد في غزة.
وتعتبر إمدادات الأغذية الغنية بالمغذيات والسعرات الحرارية العالية، مثل البسكويت عالي السعرات الحرارية ومعجون الفول السوداني المعزز بمسحوق الحليب، ضرورية لعلاج سوء التغذية الحاد.
وقال متحدث باسم منظمة الصحة العالمية يوم الخميس “جرى استهلاك معظم إمدادات علاج سوء التغذية، وما تبقى في المنشآت سينفد قريبا جدا إذا لم تأت إمدادات جديدة”.
وذكرت المنظمة أن برنامجا في غزة هدفه وقاية الفئات الأكثر عرضة لسوء التغذية، مثل النساء الحوامل والأطفال دون سن الخامسة، ربما يتوقف بسبب نفاد المكملات الغذائية.
ونفدت مخزونات المواد الغذائية في غزة منذ أن قطعت إسرائيل جميع الإمدادات إلى القطاع في مارس آذار قبل أن ترفع هذا الحصار في مايو أيار لكن بقيود تقول إنها ضرورية لمنع تحويل المساعدات إلى المسلحين.
ونتيجة لذلك، تقول وكالات الإغاثة الدولية إنه لا يصل الناس في غزة حاليا إلا القليل من المطلوب، بما في ذلك الأدوية.
وتقول إسرائيل إنها ملتزمة بالسماح بدخول المساعدات، لكنها مضطرة للتحكم فيها لمنع تحويلها للمسلحين.
وذكرت أنها سمحت بدخول ما يكفي من الغذاء إلى غزة خلال الحرب. وتحمل مسؤولية معاناة سكان غزة، البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
وردت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، التابعة للجيش الإسرائيلي، على أسئلة عبر البريد الإلكتروني عن إمدادات الأغذية العلاجية قائلة إنها تعمل مع المنظمات الدولية على تحسين توزيع المساعدات من المعابر حيث تنتظر مئات شاحنات المساعدات.
وقالت منظمة “أنقذوا الأطفال”، التي تدير عيادة عالجت أعدادا متزايدة من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في وسط غزة، إنها لم تتمكن منذ فبراير شباط من جلب إمداداتها الخاصة وتعتمد على إمدادات الأمم المتحدة.
وقالت ألكسندرا سايح رئيسة قسم سياسة المساعدات الإنسانية في المنظمة “إذا نفدت الإمدادات، فسيؤثر ذلك أيضا على شركاء اليونيسف والمنظمات الأخرى التي تعتمد على إمداداتها لتوفيرها للأطفال”.
وقالت اليونيسف إن 20504 أطفال دخلوا المستشفيات مصابين بسوء التغذية الحاد في الفترة من أبريل نيسان إلى منتصف يوليو تموز.
ومن بين هؤلاء المرضى، 3247 طفلا يعانون من سوء التغذية الحاد جدا، أي ما يقرب من ثلاثة أمثال العدد في أول ثلاثة أشهر من العام.
وقد يؤدي سوء التغذية الحاد جدا إلى الوفاة، وإلى مشاكل صحية طويلة الأمد تؤثر على النمو البدني والعقلي للأطفال الذين ينجون.
وقالت منظمة الصحة العالمية يوم الأربعاء إن 21 طفلا دون سن الخامسة كانوا من بين الذين توفوا بسبب سوء التغذية حتى الآن هذا العام.
وقالت وزارة الصحة في غزة يوم الخميس إن فلسطينيين اثنين آخرين توفيا خلال الليل من الجوع ليرتفع بذلك إجمالي عدد الأشخاص الذين ماتوا جوعا إلى 113 شخصا، معظمهم في الأسابيع القليلة الماضية، في ظل موجة الجوع التي تجتاح القطاع.