مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

زيارة الدالاي لاما إلى سويسرا تغضب الصين

يُـلقي الدالاي لاما في زيورخ سلسلة محاضرات حول البوذية من 5 إلى 12 أغسطس 2005 Keystone

يثير اللقاء بين وزير الداخلية السويسري باسكال كوشبان والزعيم الروحي التيبيتي الدالاي لاما الذي يقوم بزيارة من 2 إلى 13 أغسطس في الكنفدرالية غضب بيكين.

فقد أعربت السفارة الصينية في برن في تصريح لسويس انفو عن معارضتها للقاء، مُتهمة الدالاي لاما بالقيام بـ”نشاطات معادية للصين تحت ستار الدين”.

“إن الدالاي لاما ليس شخصية دينية محضة بل هو منفي سياسي انخرط منذ مدة طويلة في نشاطات تهدف إلى تقسيم الصين وتقويض الوحدة الوطنية تحت ستار الدين”.

هكذا علقت السفارة الصينية في برن، في تصريحات لـسويس انفو، على الزيارة التي يقوم بها الزعيم الروحي للتيبت الدالاي لاما من 2 إلى 13 أغسطس الجاري، والتي سيلقي خلالها سلسلة من المحاضرات حول البوذية على مدى ثمانية أيام في زيورخ. كما يشتمل برنامج الزيارة على اللقاء المرتقب بين الدالاي لاما ووزير الداخلية السويسري باسكال كوشبان يوم 4 أغسطس في المعهد التقني الفدرالي العالي في زيورخ.

وأضافت سفارة بيكين “إن الحكومة الصينية تعارض بشدة أي نشاط معادي للصين يقوم به الدالاي لاما أو أتباعه في أي بلد بهدف تقسيم الصين، (كما تعارض بشدة) أي دعوة تُوجه للدالاي لاما أو أي لقاء له من طرف شخصيات رسمية في أي بلد”.

مسألة شائكة

وبررت وزارة الداخلية اللقاء المُبرمج بين السيد باسكال كوشبان والزعيم الروحي التيبيتي بأن الوزراء السويسريين روني فيلبير وفلافيو كوتي وروت درايفوس سبق أن التقوا بالدالاي لاما، على التوالي في سنوات 1991 و1995 و2001.

وقالت المتحدثة باسم الوزارة كاتيا زورخر “إن سويسرا تعتبر الدالاي لاما الزعيم الروحي لجالية التيبت البوذية، وبهذه الصفة سيُستقبل من طرف وزير الداخلية باسكال كوشبان هذا الصيف”.

وأوضحت السيدة زورخر أن السلطات الصينية أبلغت برن بقلقها حول هذا اللقاء، مضيفة “إن السلطات السويسرية على اتصال منتظم بنظيرتها الصينية لشرح موقفنا”.

ويذكر أنه هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها صدام بين برن وبيكين حول ملف التيبت. ففي عام 1999، أنّب الرئيس الصيني جيانغ زيمين بقوة رئيسة الكنفدرالية آنذاك روت درايفوس بسبب مظاهرة مؤيدة للتيبت نظمت خارج سفارة الصين في برن أثناء زيارته للكنفدرالية.

ويشار إلى أن السيد كوشبان أصبح أول وزير سويسري يزور التيبت في أكتوبر من العام الماضي. وكان قد دعا السلطات الصينية خلال زيارته إلى الإقليم إلى احترام حقوق التيبيتيين.

برنامج مُكثف

وقد فر الدالاي لاما من التيبت في عام 1959، وحصل بعد 30 عاما من مغادرته الإقليم ولجوءه إلى الهند على جائزة نوبل للسلام لـما أبداه من معارضة للعنف خلال صراعه من أجل تحرير التيبت من السلطة الصينية.

وسيـُلقي الدالاي لاما المُلقب بـ”بحر الحكمة” في ملعب “هالنستاديون” بزيورخ محاضرات حول البوذية من 5 إلى 12 أغسطس. ويحضر قبل ذلك لقاء مخصصا للحوار بين الديانات في إينسيدلن بكانتون شفيتز يوم 2 أغسطس، وندوة حول مبحث الأعصاب في جامعة زيورخ يوم 3 أغسطس. وستتمحور نقاشات الندوة على العلاقات بين طب الأعصاب والبوذية والروحانيات بصفة عامة.

وبعد مأدبة غذاء مع رئيسة حكومة زيورخ دوروتي فريز، سيفتتح الدالاي لاما معرضا خصصه متحف علوم الأجناس في زيورخ للدالاي لامات الأربعة عشر.

ويوم 4 أغسطس، سيزور الدالاي لاما المعهد الفدرالي التقني العالي في زيورخ حيث سيحضر حلقة دراسة بعنوان “الخوف والقلق”. وفي هذا الإطار، سيستقبله وزير الداخلية السويسري بصفته “زعيما روحيا”. وقد حرصت برن على إبراز هذا التفصيل لتفادي الإساءة للعلاقات الدبلوماسية مع الصين، لكن يبدو من خلال تصريحات السفارة في بيكين أن مُبرر برن غير مُقنع…

ماتيو ألين -سويس انفو – زيورخ/ ترجمة وتوضيب إصلاح بخات

تأوي سويسرا ثالث أكبر جالية تيبيتية في العالم، إذ يقيم فيها أكثر من 3000 من أبناء الإقليم.
يلقي الدالاي لاما خلال زيارته لسويسرا اثنين من نصوصه المفضلة حول البوذية.
يثير لقاءه مع وزير الداخلية السويسري يوم 4 اغسطس في زيورخ غضب الصين.

ولد الدالاي لاما (إسمه لامو دوندروب) يوم 6 يوليو عام 1935 في بدلة تاكتسر شمال شرقي التيبت. يعد الزعيم الروحي في المنفى للشعب التيبيتي. يشتهر في العالم بأسره كزعيم روحي كبير ومناضل نشط من أجل السلام. حصل على جائزة نوبل للسلام في عام 1989. يلقي خلال زيارته إلى سويسرا التي تتواصل 10 أيام محاضرات عن البوذية لمدة 8 أيام في زيورخ.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية