The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

أوكيناوا تعارض وجود القوات الأميركية بعد 80 عاما على انتهاء الحرب العالمية الثانية

afp_tickers

لا يزال هيروماسا إيها من سكان أوكيناوا يتذكر صراخ زملائه في الفصل الدراسي والمعلمين بعد تحطم طائرة عسكرية أميركية في مدرسته الابتدائية ما أسفر عن مقتل 18 شخصا قبل أكثر من ستة عقود.

وبينما يحيي العالم الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية، فإن رجل الأعمال المتقاعد البالغ 72 عاما، من بين العديد من السكان الذين يعارضون وجود القوات الأميركية المتمركزة في جزيرتهم منذ ذلك الحين. 

وينضم إيها إلى عشرات من سكان الجزيرة في احتجاجات شبه يومية ضد القوات الأميركية.

وتنشر الولايات المتحدة نحو 54 ألف عسكري في اليابان معظمهم في أوكيناوا. وأثارت سلسلة من الحوادث على مر السنين، بما فيها حالات اعتداء جنسي، غضب السكان. 

وقال إيها لوكالة فرانس برس مستذكرا حادثة المدرسة عام 1959 “بالنسبة لنا، هذه الجرائم والحوادث ليست من شأن أحد، ونشعر بقلق بالغ لأننا لا نستطيع التنبؤ بموعد حدوثها مرة أخرى”. 

وأضاف “نريد رحيل القواعد”.

وتحتضن جزيرة أوكيناوا الجنّة شبه الاستوائية والمقصد السياحي الكبير، 70% من جميع القواعد الأميركية في اليابان وتُعدّ بمثابة مركز أميركي رئيسي لمراقبة الصين ومضيق تايوان وشبه الجزيرة الكورية. 

وأدت معركة أوكيناوا الدامية قبل فترة قصيرة من نهاية الحرب إلى احتلال الولايات المتحدة للجزيرة حتى عام 1972، استولت خلالها القوات على أراض خاصة الملكية في أوكيناوا لتوسيع وجودها في ما يُعرف محليا بحملة “الحربة والجرافة”. 

وخلال الحرب الباردة اعتبرت واشنطن وجود القوات الأميركية في أوكيناوا رادعا ضد انتشار الشيوعية. 

والآن تُشدد كل من طوكيو وواشنطن على الأهمية الاستراتيجية لأوكيناوا في مواجهة طموحات الصين الإقليمية.

لكن السكان عبروا لسنوات عن غضبهم إزاء سلسلة جرائم وحوادث تورط فيها جنود أميركيون وأفراد من القواعد. 

في عام 2024 وحده اعتقلت شرطة أوكيناوا 80 شخصا على صلة بالقاعدة، مثل جنود أميركيين أو متعاقدين عسكريين، من بينهم سبعة أشخاص متهمين بجرائم عنيفة جدا.

وانفجرت موجة غضب في أوكيناوا بعد اغتصاب جماعي لفتاة تبلغ  12 عاما في 1995 من جانب ثلاثة من مشاة البحرية الأميركية. 

وفي آب/أغسطس 2004 تحطمت مروحية تابعة لمشاة البحرية في جامعة بأوكيناوا. ولم تسفر الحادثة عن إصابات، لكنها زادت من مخاوف وقوع حوادث.

وفي نيسان/ أبريل 2016 اغتصب جندي سابق في مشاة البحرية، كان يعمل متعاقدا عسكريا في أوكيناوا، امرأة تبلغ 20 عاما وقتلها.

والشهر الماضي، زار ضابط كبير في مشاة البحرية حكومة أوكيناوا للاعتذار بعد إدانة جندي من مشاة البحرية بالاعتداء الجنسي على امرأة.

– حقا مخيف – 

أظهرت استطلاعات الرأي في أوكيناوا على مر السنين أن غالبية السكان ترى أن بقية انحاء اليابان يجب أن تشارك في تحمل مسؤولية استضافة القوات الأميركية.

ويشير حاكم أوكيناوا ديني تاماكي باستمرار إلى “العبء المفرط” الذي تتحمله الجزيرة، والذي يؤثر على الحياة اليومية للسكان. 

لكن جونكو إيراها، رئيسة ائتلاف مجموعات نسائية في أوكيناوا، قالت إن الدعوات المتكررة للسلطات لمنع جرائم الجنود الأميركيين لم تلق آذانا صاغية.

وقالت “المسألة ليست أننا لا نحب الشعب الأميركي. نحن نقول: رجاء افعلوا شيئا بشأن القواعد”. 

وعندما عادت أوكيناوا إلى اليابان عام 1972، توقع السكان أن تنتشر القواعد الأميركية في أنحاء اليابان، وهي أمنية لم تتحقق أبدا كما قالت.

وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى تزايد الاستياء بين سكان أوكيناوا. 

في استطلاع رأي أُجري عام 2023، قال قرابة 40 % من المستطلعين في أوكيناوا إن الحركة المناهضة للقاعدة الأميركية عاجزة عن تغيير سياسة طوكيو. 

لكن العديد من سكان أوكيناوا يقولون إنهم يعيشون في خوف من جرائم الجنود الأميركيين، بينما لا يزال ضحايا يحاولون تجاوز حزنهم. 

كان تاكيماسا كينجو (68 عاما) طالبا في المدرسة الثانوية عندما قُتلت والدته على يد جندي من مشاة البحرية عام 1974 بحجر في منزلهم حيث كانت تدير حانة صغيرة. 

وقال كينجو “إنه لأمر مخيف حقا إذا فكرت أن جرائم يمكن أن تحدث في حيّك”. 

وانضم مؤخرا إلى احتجاج في قاعدة لمشاة البحرية الأميركية يجري توسيعها لتشمل خليجا منعزلا تعيش فيه أبقار البحر وأنواع محمية أخرى. 

ويعتقد كينجو أن أوكيناوا، حيث يُمثل الدخل المرتبط بالقاعدة ما يزيد بقليل على 5 % من اقتصادها، يمكن أن تزدهر بفضل السياحة وحدها، مع تزايد أعداد السياح الذين ينجذبون إلى الخلجان الفيروزية والشعاب المرجانية في المنطقة.

وقال “ينبغي ألا تكون هناك قاعدة في أوكيناوا” مضيفا “لسنا بحاجة إلى منشآت عسكرية جديدة”. 

ويشعر إيها، الذي دُمرت مدرسته الابتدائية بطائرة أميركية، بحاجة إلى شرح ما حدث للأجيال المقبلة وتحذيرها من إمكان تكراره. 

يتذكر إيها أنه في وقت الحادث، الذي أسفر أيضا عن إصابة أكثر من 200 شخص، “ظن الجميع أن حربا أخرى تبدأ”.

والآن “تحلق طائرات عسكرية فوق منازلنا يوميا، ونرى مروحيات تقوم بهبوط اضطراري”.

ويرى أن “هذا ليس مجرد أمر من الماضي. هذا يمكن أن يتكرر في أي وقت”.

هيه/غد/ب ق

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية