The Swiss voice in the world since 1935

الحوثيون يعلنون مقتل 68 بضربة يُشتبه أنها أمريكية لمركز مهاجرين باليمن

reuters_tickers

من محمد الغباري ونيرة عبد الله

عدن/دبي (رويترز) – تناثرت جثث يكسوها الغبار وسط حطام مركز احتجاز للمهاجرين الأفارقة في اليمن في أعقاب ما وصفتها قناة المسيرة التابعة لجماعة الحوثي يوم الاثنين بغارة جوية أمريكية أودت بحياة 68 شخصا.

وهذه إحدى أعنف الهجمات حتى الآن خلال ستة أسابيع ضمن غارات جوية مكثفة تشنها الولايات المتحدة على الجماعة المتحالفة مع إيران والتي تسيطر على شمال اليمن. واستهدف الحوثيون سفنا في البحر الأحمر في هجمات وصفوها بأنها حملة دعم للفلسطينيين.

وقال مسؤول دفاعي أمريكي، طلب عدم الكشف عن هويته، إن الجيش الأمريكي على علم بما تردد عن وقوع خسائر بشرية في صفوف المدنيين.

وأضاف “نأخذ هذه المزاعم على محمل الجد. ونجري حاليا تقييمنا للأضرار الناجمة والتحقيق في هذه المزاعم”.

وقال الجيش الأمريكي إنه لن يقدم معلومات مفصلة عن أهداف غاراته الجوية لأسباب تتعلق بأمن العمليات.

وعرض تلفزيون المسيرة صورا لآثار الغارة في صعدة الواقعة على طريق يستخدمه المهاجرون الأفارقة لعبور اليمن الفقير الذي مزقته الصراعات للوصول إلى السعودية.

وأظهرت اللقطات جثثا يكسوها الغبار وسط أنقاض ملطخة بالدماء. وظهر في اللقطات رجل يحمله أفراد الإنقاذ على محفة فيما سُمع أحد الناجين وهو ينادي “أمي” باللغة الأمهرية الرئيسية في إثيوبيا.

وتحدث ناجون آخرون، في مقابلات مع التلفزيون اليمني في المستشفى، عن حالتهم عندما استيقظوا على وقع انفجار وقت الفجر. وقال أحدهم إن شدة الانفجار دفعته إلى أعلى قبل أن يسقط أرضا.

وقال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام على منصة إكس “جريمة وحشية أقدمت عليها الإدارة الأمريكية فجر اليوم بحق مهاجرين أفارقة أبرياء بقصف مركز إيواء لهم في صعدة يضم أكثر من مئة مهاجر غير شرعي”.

وقال يحيى سريع المتحدث العسكري باسم الحوثيين في بيان بثه التلفزيون يوم الاثنين إن الجماعة ستواصل هجماتها في البحر الأحمر.

وتمكنت رويترز من التحقق من موقع اللقطات المصورة وتوقيتها بعد الهجوم من خلال معالم مرئية، منها مبنى يشبه المستودع ذو سقف مموج تعرض لأضرار، وأظهرت صور الأقمار الصناعية للموقع نفسه في اليوم السابق أن السقف سليم.

وتطابق هذا الموقع مع موقع مركز مهاجرين تعرض أيضا لغارة جوية سابقة قادتها السعودية عام 2022.

وقالت كريستين سيبولا رئيسة وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن “من غير المعقول أن يظل الناس محتجزين وليس أمامهم مكان للهرب، بينما يمكن أن يقعوا أيضا في خط النار”.

واستهدفت أعنف غارة أمريكية على اليمن حتى الآن هذا الشهر ميناء رأس عيسى النفطي المطل على البحر الأحمر، مما تسبب في مقتل 74 شخصا على الأقل.

ويقول الجيش الأمريكي إنه قصف أكثر من 800 هدف منذ بدء العملية الحالية في اليمن، المعروفة باسم “راف رايدر”، في 15 مارس آذار. وأضاف الجيش الأمريكي أن هذه الضربات تسببت في مقتل “مئات المقاتلين الحوثيين وعدد كبير من قادتهم”.

وأعلنت البحرية الأمريكية يوم الاثنين سقوط طائرة إف-18 وقاطرتها من على حاملة الطائرات هاري ترومان، التي تشارك في الغارات الجوية على اليمن من البحر الأحمر.

وقال مسؤول أمريكي، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن التقارير الأولية أشارت إلى أن حاملة الطائرات ترومان انحرفت بشكل حاد بسبب هجوم حوثي بالمنطقة، لكن لم يتضح ما إذا كان ذلك هو سبب سقوط طائرة إف-18 في البحر.

ودأب الحوثيون على مهاجمة السفن الحربية الأمريكية بالمنطقة لكن لم يكلل أي من تلك الهجمات بالنجاح.

وقال الحوثيون في بيان سابق يوم الاثنين إنهم استهدفوا مجموعة حاملة الطائرات ردا على ما وصفوه بالمجازر الأمريكية بحق المدنيين.

وأثار مدافعون عن حقوق الإنسان مخاوف بشأن مقتل المدنيين. وكتب ثلاثة أعضاء بالحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ إلى وزير الدفاع بيت هيجسيث يوم الخميس مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن الخسائر في أرواح المدنيين.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك يوم الاثنين “تشكل الضربات الجوية خطرا متزايدا على المدنيين في اليمن”. وأضاف “نواصل دعوة جميع الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك حماية المدنيين”.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية