
الرئاسة السورية تعلن وقفا “فوريا” لإطلاق النار في محافظة السويداء

أعلنت الرئاسة السورية السبت وقفا “فوريا” لإطلاق النار، داعية الأطراف كافة الى الالتزام به، مع بدء قوات الأمن الانتشار في محافظة السويداء إثر أعمال عنف أوقعت أكثر من 700 قتيل خلال أسبوع.
وجاء الإعلان بعيد إعلان واشنطن اتفاق سوريا واسرائيل على وقف لإطلاق النار بينهما، بعد شن طائرات إسرائيلية ضربات استهدفت مقرات رسمية والقوات الحكومية في دمشق والسويداء، ودعوة المبعوث الأميركي الى دمشق توم باراك “الدروز والبدو والسنة لإلقاء سلاحهم”.
وأعلنت الرئاسة في بيان “وقفا شاملا وفوريا لإطلاق النار”. ودعت “جميع الأطراف دون استثناء الى الالتزام الكامل بهذا القرار ووقف كافة الأعمال القتالية”، محذرة من أن “أي خرق للقرار سيعدّ انتهاكا صريحا للسيادة الوطنية، وسيُواجه بما يلزم من اجراءات قانونية”.
وأتى بيان الرئاسة بعيد إعلان وزارة الداخلية بدء انتشار قوات الأمن في المحافظة، “في إطار مهمة وطنية، هدفها الأول حماية المدنيين ووقف الفوضى”، وفق ما قال المتحدث باسمها نور الدين البابا.
وأكد أن “الدولة، بكل مؤسساتها السياسية والأمنية، ماضية في مساعيها لاستعادة الأمن والاستقرار في السويداء”، موضحا أن “قوى الأمن ستسخّر كل طاقاتها سعيا لوقف الاعتداءات وحالة الاقتتال، وإعادة الاستقرار إلى المحافظة”.
ودارت السبت اشتباكات متقطعة بين مقاتلين دروز وآخرين من عشائر البدو المحسوبين على السلطة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، بعد مواجهات عنيفة اندلعت فجرا إثر شنّ مسلحي العشائر هجمات على أطراف مدينة السويداء وقرى في ريفها الشمالي، تخللها حرق منازل ومحال تجارية.
وأفاد مراسل لفرانس برس عن سماعه دوي قصف متقطع وطلقات نارية صباح السبت في أحد أحياء مدينة السويداء. ونقل عن مقاتلين دروز قولهم إن مجموعات مهاجمة تسللت الى المدينة على وقع صيحات التكبير، تزامنا مع خوض مجموعات أخرى اشتباكات ضد المقاتلين المحليين في ريف المدينة الشمالي.
وأوقعت أعمال العنف التي بدأت الأحد وتخللها شن اسرائيل ضربات على دمشق والسويداء، 718 قتيلا، بينهم 391 من أبناء محافظة السويداء من مسلحين ومدنيين، وفق حصيلة جديدة أوردها المرصد السبت.
وكانت الرئاسة الروحية لطائفة الموحّدين الدروز، المرتبطة بالشيخ حكمت الهجري، وهو أحد ثلاثة مراجع دينيين في السويداء، اكدت فجر السبت أنها “تمد يدها للتعامل مع كل إنسان شريف لإنهاء الاشتباكات الحالية ووقف إطلاق النار والاحتكام لصوت العقل والحكمة والإنسانية لا للسلاح والفوضى”.
ويشكل بسط الأمن على كامل التراب السوري والتعامل مع الأقليات أبرز التحديات التي يواجهها الرئيس الانتقالي أحمد الشرع منذ إطاحته حكم الرئيس بشار الأسد الذي لطالما قدّم نفسه حاميا للأقليات في البلاد.
بور-لار/كام