The Swiss voice in the world since 1935

السلطات السورية ستساعد واشنطن في العثور على أميركيين مفقودين (دبلوماسي أميركي)

afp_tickers

تعهّدت السلطات السورية مساعدة واشنطن في البحث عن أميركيين مفقودين في سوريا، وفق ما أفاد المبعوث الأميركي الى دمشق توم باراك الأحد، في إعلان أتى  بعيد رفع واشنطن للعقوبات الاقتصادية وفتح صفحة جديدة في العلاقات. 

وقال باراك في منشورات على منصة إكس “خطوة قوية الى الأمام. لقد وافقت الحكومة السورية الجديدة على مساعدة الولايات المتحدة في تحديد أماكن المواطنين الأميركيين أو رفاتهم” لإعادتهم الى بلدهم.

وأضاف “أوضح الرئيس (دونالد) ترامب أن إعادة المواطنين الأميركيين إلى ديارهم أو رفاتهم بكرامة، هو أولوية قصوى في كل مكان. وستساعدنا الحكومة السورية الجديدة في هذا الالتزام”.

وعدّد من بين المفقودين أوستن تايس وماجد كمالماز وكايلا مولر.

وخطف تايس في 14 آب/أغسطس 2012 قرب دمشق وكان عمره 31 عاما ويعمل صحافيا مستقلا مع مجموعة ماكلاتشي وواشنطن بوست ووكالة فرانس برس ووسائل إعلام أخرى. ولم تتوافر معلومات عن مصيره. وقد زارت والدته دمشق والتقت الرئيس احمد الشرع بعد إطاحة حكم الرئيس بشار الأسد.

وخطف تنظيم الدولة الاسلامية عاملة الإغاثة مولر في حلب (شمال) في آب/اغسطس 2013، واعلن في شباط/فبراير مقتلها في غارة جوية شنتها طائرات أردنية على مدينة الرقة، التي شكلت حينها المعقل الابرز للتنظيم في سوريا. وأكدت واشنطن لاحقا مقتلها لكنها شككت في صحة رواية التنظيم المتطرف.

وفُقد المعالج النفسي مجد كمالماز، وهو أميركي ولد في سوريا، بينما كان في زيارة خاصة لدمشق بعد توقيفه على نقطة أمنية عام 2017. وكان متخصصا في العلاج النفسي للمتضررين من الحروب والكوارث الطبيعية، وعمل مع اللاجئين السوريين في لبنان بعد اندلاع النزاع عام 2011. وأفادت تقارير غير مؤكدة لاحقا بوفاته في السجن.

وبحسب مصدر سوري مطلع على المحادثات بين الحكومتين السورية والأميركية بشأن ملف المفقودين، هناك 11 اسما آخر على قائمة واشنطن، هم سوريون لديهم جنسيات أميركية، من دون أن يحدد اي تفاصيل أخرى.

– بعثة قطرية –

والشهر الحالي، بدأت وفق المصدر ذاته، “بعثة قطرية، بطلب أميركي، مهمة البحث عن رفات أميركيين في شمال سوريا، قتلهم تنظيم الدولة الإسلامية” الذي سيطر منذ صيف 2014 على مساحات شاسعة في سوريا والعراق المجاور، حتى دحره عام 2019.

وكانت قوات الأمن الداخلي القطرية أعلنت في 11 أيار/مايو، وفق ما نقلت عنها وكالة الأنباء القطرية، عن “اكتشاف رفات ثلاثين شخصا يعتقد أنهم اختطفوا وقتلوا على يد تنظيم داعش خلال فترة سيطرته على مدينة دابق” الواقعة في منطقة أعزاز شمال حلب.

وقالت إن “هذه الجهود جاءت في إطار عملية دولية نفذتها، استجابة لطلب رسمي تقدم به مكتب التحقيقات الفدرالي”، وتم تنفيذ المهمة “بالتنسيق الكامل مع الحكومة السورية”.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، “تواصل البعثة القطرية عملها في محافظة حلب (شمال) بحثا عن الأميركيين الذين أعدمهم التنظيم”.

وأعلن التنظيم المتطرف عام 2014 إقامة “الخلافة الإسلامية”، فارضا تفسيره المتطرف للشريعة على السكان. ونشر عناصره الرعب عبر أساليب قتل مروعة، من ذبح وقطع رؤوس ورجم بالحجارة. 

وأعدم التنظيم صحافيين أجانب ووثق قتلهم بمقاطع فيديو، بينهم الصحافي الأميركي جيمس فولي الذي قطع مقاتلو التنظيم رأسه في آب/أغسطس 2014، وستيف سوتلوف في أيلول/سبتمبر من العام ذاته.

وقضت محكمة أميركية في آب/أغسطس 2022 بالحبس مدى الحياة على عضو في خلية تابعة للتنظيم المتطرف، بعد اتهامه بالضلوع في قتل فولي وسوتلوف، إضافة الى مولر وزميلها عامل الإغاثة بيتر كاسيغ.

وتعمل السلطة الجديدة على تحسين علاقاتها مع الدول الغربية، التي ترفع عقوباتها تباعا عنها، وآخرها الولايات المتحدة، في تحوّل كبير للسياسة الأميركية تجاه سوريا.

– الشرع في أنقرة –

وجاء إعلان الدبلوماسي الأميركي الأحد غداة لقائه الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع في اسطنبول، حيث وصل السبت في ثالث زيارة الى تركيا، التي تعد من ابرز داعميه، منذ إطاحته الأسد.

وأفادت الرئاسة السورية الأحد بأن الشرع والوفد المرافق التقى مسؤولين أتراكا في أنقرة، بينهم نائب رئيس الجمهورية جودت ألمز ومسؤولون ماليون، وتم البحث في “سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات”.

وقال ألمز من جهته في بيان إن البحث تناول “تعميق التعاون الاقتصادي في المرحلة الجديدة”، مؤكدا ان بلاده ستواصل “تقديم كافة أشكال الدعم للشعب السوري في مسيرة السلام والتنمية وإعادة الاعمار”.

وتعول سوريا على دعم الدول الحليفة والغربية من أجل دفع عجلة التعافي الاقتصادي بعد سنوات الحرب ورفع العقوبات الغربية وآخرها الأميركية. وتعمل على تكريس شرعيتها وتنظيم عمل مؤسساتها بينها وزارة الداخلية التي أاعلنت السبت عن هيكلية تنظيمية جديدة.

وتضمّنت الهيكلية اصلاحات واجراءات عدة بينها دمج جهازي الشرطة والأمن العام تحت مسمى قيادة الامن الداخلي، واستحداث إدارات مكلفة بحماية الحدود والبعثات الدبلوماسية ومكافحة الاتجار بالمخدرات.

والأحد، أعلنت وزارة الداخلية عن تعيين قادة لأجهزة الأمن الداخلي في 12 محافظة سورية، باستثناء محافظتي الحسكة (شمال شرق) والرقة (شمال) الواقعتين في مناطق نفوذ الإدارة الذاتية الكردية، التي لم تتوصل دمشق معها الى اتفاق نهائي بشأن مستقبل مناطق سيطرتها.

ولم تحدد الوزارة آلية اختيار القادة أو معايير ترقيتهم أو معلومات شخصية عنهم. لكن بينهم قادة تولوا مناصب أمنية في صفوف هيئة تحرير الشام، الفصيل الذي تزعمه الشرع وقاد من معقله في إدلب الهجوم الذي أطاح الاسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر.

وكانت ترقيات عسكرية أصدرتها السلطة الانتقالية نهاية كانون الأول/ديسمبر، تضمنت أسماء ستة مقاتلين أجانب، ما أثار انتقادات واسعة. 

وطالب الرئيس الأميركي نظيره السوري خلال لقائه في الرياض الأسبوع الماضي ب”الطلب الى الإرهابيين الأجانب بمغادرة سوريا”.

وقال مصدر سوري، من دون الكشف عن هويته لفرانس برس، إن مطلب ترامب جاء رغم تعهد دمشق في وقت سابق في رسالة مكتوبة الى واشنطن “بتجميد ترقيات المقاتلين الاجانب”، إضافة الى “تشكيل لجنة لمراجعة الترفيعات السابقة”.

بور-لار/غ ر

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية