
عشرات الآلاف يتقاطرون إلى بازيليك القديس بطرس لوداع البابا فرنسيس

تقاطر عشرات الآلاف الأربعاء إلى بازيليك القدّيس بطرس لإلقاء نظرة الوداع على جثمان البابا فرنسيس الذي نقل في موكب حاشد صباحا إلى الكنيسة المهيبة.
واعلن الفاتيكان أن أكثر من 19400 شخص ألقوا نظرة الوداع الأربعاء على جثمان البابا الراحل.
وقال عدد من الحجاج لوكالة فرانس برس إن فترة الانتظار لدخول الكاتدرائية تقدر بثلاث إلى أربع ساعات.
وذكر المكتب الاعلامي للفاتيكان أنه “نظرا للتدفق الكبير للمؤمنين (…) من غير المستبعد ابقاء الكاتدرائية مفتوحة” بعد منتصف الليل كما كان مخططا أصلا.
استيقظت الممرّضة المتقاعدة فينتشنتسا نوتشيلا عند الرابعة فجرا واجتازت 150 كيلومترا لتكون من أوّل الوافدين إلى البازيليك لوداع أوّل بابا يسوعي وأميركي لاتيني في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية.
وأقرّت المرأة البالغة 67 عاما لوكالة فرانس برس بأن “الأمر مؤثّر” وكان يستحقّ عناء الانتظار لإلقاء النظرة الأخيرة على “بابا صالح” حطّمت وفاته الإثنين عن 88 عاما قلبها، “حتّى لو كان البقاء طويلا غير مسموح به”.
وفي وقت سابق، قال كولم دفلن وزوجته كليودنا، وهما مدرّسان إيرلنديان متقاعدان، إن “أولويّتهما اليوم” وداع البابا فرنسيس. ورأت كليودنا في البابا الراحل “مدافعا كبيرا عن الفقراء والمهمّشين”، في حين أقرّ زوجها بالجهود التي بذلها “في مسعى إلى التصدّي لمشاكل الكنيسة”، لا سيّما “الاعتداءات الجنسية” التي هزّت المؤسسة الكنسية.
وبغية إدارة تدفّق الزوّار، اعتمدت السلطات عدّة وسائل منها وضع حواجز معدنية لاحتواء الأعداد وتوزيع زجاجات المياه وزيادة عدد الحافلات الموصلة إلى الفاتيكان، فضلا عن تعزيز التدابير الأمنية في نقاط النفاذ إلى ساحة القدّيس بطرس المؤدية إلى البازيليك.
ويفتّش عناصر أمن الفاتيكان والدرك الإيطالي حقائب الوافدين في حواجز أمنية تخضع فيها مقتنياتهم الشخصية لمسح ضوئي. وكشف أحد عناصر الأمن لوكالة فرانس برس “يجري العمل على قدم وساق منذ الإثنين ولا شكّ في أن الأيّام المقبلة ستكون شديدة الصعوبة”.
وفي هذه السنة اليوبيلية المقدّسة للكنيسة الكاثوليكية، يغصّ الفاتيكان بالزوّار الذين انضمّ إليهم صحافيون من أنحاء العالم وسكان محلّيون وفضوليون.
– موكب مهيب –
وفي وقت سابق الاربعاء وبمواكبة عشرات الكرادلة وعناصر من الحرس السويسري، نُقل جثمان البابا الأرجنتيني من كنيسة بيت القدّيسة مارتا المتواضعة حيث كان يقيم منذ انتخابه حبرا أعظم في 2013 وحتّى وفاته، إلى البازيليك المهيبة المتوّجة بقبّة رسمها ميكيلانجيلو.
وعلى وقع قرع الأجراس حزنا، سار الموكب بإيقاع بطيء في أزقّة الفاتيكان، أصغر دول العالم، على أنغام ترانيم تصدح من كنيسة سيستينا.
وحمل النعش أعضاء من هيئة المراسم في الفاتيكان بلباس داكن محاطين بثمانية عناصر من الحرس السويسري، وسط تصفيق حارّ من الحشود.
وسجي البابا في رداء أحمر وعلى رأسه تاج أسقفي أبيض وبين يديه مسبحة.
ووضع النعش على المذبح الرئيسي في البازيليك لكن من دون عرضه على منصة، نزولا عند طلب صريح من خورخي بيرغوليو الذي أوصى بطقوس جنائزية بسيطة ومتواضعة، في قطيعة مع التقاليد السائدة للباباوات.
وسيتسنّى للمؤمنين إلقاء نظرة الوداع على جثمان البابا فرنسيس على مدى ثلاثة أيام، الأربعاء من الساعة 11,00 إلى الساعة 24,00، والخميس من الساعة 7,00 إلى الساعة 24,00، والجمعة من الساعة 7,00 إلى الساعة 19,00.
وسيغلق النعش مساء الجمعة عند الثامنة (18,00 ت غ) خلال مراسم يرأسها الكاردينال الأميركي كيفن فاريل المكلّف تصريف الأعمال في الكرسي الرسولي.
في مراسم أقيمت في البرلمان الايطالي تكريما للبابا فرنسيس تحدثت رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني التي توجهت بعد ذلك إلى بازيليك القديس بطرس عن رجل “كله تصميم كنا نشعر معه بالراحة ويمكن التحدث معه عن أي موضوع. كان يشعرك بأن لك قيمة (…). وكان آخر ما قاله لي هو + لا تفقدي أبدا روح الدعابة لديك +”.
– قادة من العالم –
وتقام جنازة البابا فرنسيس صباح السبت في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان بمشاركة حاشدة يتوقع أن تصل إلى مئتي ألف شخص، فضلا عن 170 وفدا أجنبيا.
وكما كانت الحال في جنازة يوحنا بولس الثاني في 2005، سيحضر المراسم عشرات من رؤساء الدول والشخصيات الملكية، وسط تدابير أمنية مشدّدة.
واعلن الفاتيكان في بيان الحداد تسعة أيام على البابا فرنسيس، وذلك اعتبارا من السبت، يوم جنازة البابا الراحل.
وخلال فترة الحداد، ستقام مراسم مهيبة كل يوم في كاتدرائية القديس بطرس حتى الأحد في الرابع من ايار/مايو.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سيحضر برفقة زوجته ميلانيا، رغم انتقادات البابا الشديدة والمتكررة لسياساته المعادية للمهاجرين.
كذلك يحضر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الصادرة بحقه مذكرة توقيف عن المحكمة الجنائية الدولية، فلا يعتزم المشاركة.
واعلن الكرملين ان وزيرة الثقافة الروسية ستحضر مراسم الجنازة.
ومن القادة الذين سيشاركون في الجنازة أيضا رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والمستشار الألماني أولاف شولتس والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
كما سيشارك العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس والملكة ليتيسيا، وأمير موناكو ألبير الثاني وزوجته شارلين.
وفي ختام القداس الذي يبدأ عند الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي (8,00 ت غ)، ينقل النعش إلى بازيليك سانتا ماريا ماجوري في وسط روما حيث سيوارى البابا الثرى نزولا عند رغبته المذكورة في وصيّته.
بور-جلر/م ن-ليل/ب ق