مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

سكان صنعاء يخشون تبعات الحصار وقلق في الامم المتحدة من حصول مجاعة

صورة لمرفأ الحديدة الخاضع لسيطرة المتمردين الحوثيين في اليمن في 7 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 afp_tickers

بدأ سكان صنعاء يشعرون بتبعات الحصار من ارتفاع الاسعار وصولا الى بدء نقص المحروقات ما يمكن ان يدخل البلاد بحسب الامم المتحدة في “أسوأ مجاعة” في العقود الاخيرة.

يخشى سكان العاصمة التي يسيطر عليها المتمردون والذين يعانون اصلا من النزاع الداخلي والحظر بحكم الامر الواقع الناجم عن تدخل التحالف بقيادة السعودية في البلاد منذ عامين، ان يزداد الوضع سوءا يوما بعد يوم.

كما تشعر الامم المتحدة بالقلق من حصول “أسوأ مجاعة” في العقود الاخيرة ما لم يتم رفع الحصار، بحسب ما قال مسؤول أممي كبير الاربعاء.

وشدد مجلس الامن الدولي الذي عقد اجتماعا مغلقا الاربعاء على “الوضع الانساني الكارثي” في البلاد و”أهمية إبقاء كل الموانئ والمطارات اليمنية مفتوحة”.

في صنعاء، يقول سعيد كنف الذي يعمل سائق أجرة لوكالة فرانس برس ان “الوضع كان كارثيا اصلا لكن ذلك لم يمنعها (السعودية) من فرض حصار تام حتى نموت جوعا”.

وقرر التحالف اغلاق منافذ اليمن بعد اعتراض القوات السعودية فوق مطار الرياض صاروخا بالستيا أطلقه المتمردون الحوثيون في اليمن باتجاه العاصمة، ما أدى الى سقوط شظايا منه في حرم المطار السبت.

واتهم التحالف العربي بقيادة الرياض ايران بانها هي التي صنّعت الصاروخ وأرسلته الى الحوثيين، في انتهاك لقرارات مجلس الامن الدولي، وامرتهم كذلك باطلاقه على الرياض.

وأدى ذلك الى توتر شديد بين البلدين اللذين يدعم منهما معسكرات متواجهة في النزاعات الرئيسية في الشرق الاوسط وخصوصا سوريا واليمن والعراق، وكذلك في لبنان والبحرين.

– سخط عام –

قبل نهاية الاسبوع الماضي كان سعر صرف العمل في اليمن 370 ريالا للدولار الواحد لكن هذا الرقم ارتفع الى 402 ريال في غضون بضعة أيام بحسب صيارفة في صنعاء.

وارتفع سعر البنزين ب50% والديزل ثلاثة أضعاف تقريبا بينما اختفت قوارير الغاز تقريبا، قبل ان يعود الامداد جزئيا الخميس بعد تدخل مسؤولين من المتمردين.

يقول السكان ان اسعار المواد الاولية ارتفعت بنسب تتراوح بين 10 و20% في غضون بضعة ايام.

وأوردت وسائل اعلام تابعة للمتمردين الحوثيين ان السلطات التابعة لها أغلقت محطات الوقود التي تفرض اسعارا باهظة وقامت بتشكيل لجنة لتنظيم توزيع المحروقات مؤكدة ان لديها مخزونا كبيرا.

لكن مخاوف السكان لا تزال كبيرة خصوصا وان هذه الاجراءات أدت الى تشكّل طوابير طويلة امام محطات الوقود.

وقال محمد الوسابي الموظف في القطاع الخاص “لا تتفاجأوا برؤية اشخاص يموتون في الشوارع اذا استمر الحصار”.

تقول جمعيات خيرية ان عدد المتسولين في العاصمة أكبر من أي وقت مضى وازداد اربعة أضعاف منذ بدء النزاع.

بعض الموظفين لم يقبضوا اجورا منذ عشرة أشهر ما حمل عددا كبيرا منهم الى البحث عن عمل ثان.

لتهدئة اجواء السخط العام، افرجت سلطات الحوثيين مؤخرا رغم نقص مواردها المالية عن نصف الرواتب غير المدفوعة. وتقول منظمات انسانية ان الوضع أسوأ في المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين خارج العاصمة.

– “ملايين الضحايا” –

تشعر الامم المتحدة بالقلق ازاء مجمل البلاد وحيث أوقع النزاع المستمر منذ العام 2014 اكثر من 8650 قتيلا و58600 جريحا بينهم عدد كبير من المدنيين، بحسب منظمة الصحة العالمية.

وحذر مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية مارك لوكوك من ان اليمن يواجه خطر “أسوا مجاعة” في العقود الاخيرة في حال ابقاء الحصار ما يمكن ان يؤدي الى سقوط “ملايين الضحايا”.

وأعلن كارل سكاو مساعد السفير السويدي الذي دعت بلاده الى اجتماع مجلس الامن الاربعاء أن “هناك 21 مليون شخص بحاجة الى مساعدة انسانية عاجلة”، مضيفا “انها أسوأ أزمة انسانية في العالم وهناك 7 ملايين شخص على شفير المجاعة اذ يموت طفل كل عشر دقائق من المرض كما هناك نحو مليون شخص مصابون بالكوليرا”.

وكانت 15 منظمة نددت الاربعاء بالحظر على اليمن الذي يعيق العمليات الانسانية في هذا البلد ودعت الى استئنافها “فورا” لتفادي وقوع “كارثة”.

كما حذرت منظمات غير حكومية أخرى ووكالات تابعة للامم المتحدة في بيان من ان مخزون اللقاحات في البلاد يمكن ان ينضب في غضون شهر ما لم يتم رفع الحصار.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية