The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

بطريركا القدس يزوران غزة غداة ضربة إسرائيلية على كنيسة

afp_tickers

زار بطريركا القدس للاتين والروم الارثوذكس غزة الجمعة غداة ضربة إسرائيلية طالت الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في القطاع، أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص وأثارت إدانة دولية.

والتقى الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك اللاتين في القدس، والبطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس للروم الأرثوذكس، عددا من المسيحيين قبل أن يدخلوا كنيسة العائلة المقدسة في مدينة غزة.

وأقام رجلا الدين صلوات وأضاءا شموعا خلال زيارتهما التي وصفتها بطريركية القدس للروم الأرثوذكس بأنها “تعبير قوي” عن وحدة الكنيسة وتضامنها.

وتفرض إسرائيل قيودا صارمة على دخول القطاع الذي تحاصره، وحيث تتواصل الحرب بينها وبين حركة حماس. 

وأسفرت ضربات جديدة في أنحاء عدة من غزة عن مقتل أكثر من 30 فلسطينيا بينهم عشرة من منتظري المساعدات.

وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل إن القصف الإسرائيلي أودى الجمعة بتسعة أشخاص “بالقرب من مركز توزيع المساعدات الأميركي في منطقة الشاكوش شمال غرب مدينة رفح في جنوب غزة”.

كذلك، أعلن بصل “ارتقاء شهيد وإصابة ثمانية أشخاص” بنيران الجيش الإسرائيلي الذي استهدف مدنيين تجمّعوا بالقرب من مركز توزيع مساعدات على مقربة من محور نتساريم جنوب مدينة غزة.

وقال الجهاز إن ستة من أفراد عائلة واحدة قتلوا في ضربة على منزلهم في خان يونس حيث عمل الأهالي على إزالة الركام بأيديهم بحثا عن ناجين.

وقال لؤي أبو سحلول أحد أقرباء الضحايا لوكالة فرانس برس “عائلات كاملة تحت الركام، من يصل إليهم؟”.

وأضاف “ليس لدينا صحة أصلا لحمل حجر، الناس يمشون أمواتا” ويعانون “الجوع والألم والدمار”.

وقال الجيش الإسرائيلي ردا على أسئلة فرانس برس أنه “ضرب موقع بنية تحتية إرهابية لحماس في منطقة خان يونس” واتخذ تدابير لتجنب مخاطر إصابة مدنيين.

وأضاف أنه “ليس على علم” بالحادثة قرب رفح.

– مساعدات أساسية –

أتت الزيارة النادرة تزامنا مع إعلان الفاتيكان أن البابا لاوون الرابع عشر أجرى محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي أعرب عن “أسف” الدولة العبرية للضربة، مؤكدا أن “ذخيرة طائشة” أصابت كنيسة العائلة المقدسة في غزة.

وفق بيان لمكتب نتانياهو، وصف رئيس الوزراء الواقعة بأنها “حادثة مأسوية”.

وأشار البيان إلى أن نتانياهو أطلع البابا على مستجدات الجهود الإسرائيلية المبذولة في قطر لإرساء وقف لإطلاق النار والتوصل إلى اتفاق يفضي إلى الإفراج عن رهائن، معتبرا أن “هذه الجهود… لم تلق إلى الآن تجاوبا من جانب حماس”.

وفي كلمة مصورة قال المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة الجمعة إن إسرائيل تعطّل التوصل إلى اتفاق.

وأفاد بيان صادر عن البطريركية أن هدف الزيارة لقاء “أبناء الرعية المسيحية، لتقديم التعازي وإبداء التضامن، والوقوف إلى جانب إخوتنا الذين عانوا من الأحداث الأخيرة”، مضيفا أنّ الكاردينال بيتسابالا سيقوم “بتقييم الاحتياجات الإنسانية والرعوية، من أجل استمرارية الحضور والاستجابة لهذه الحاجات”.

وأشار إلى أنّه “بناء على طلب البطريركية اللاتينية، وبالتنسيق مع شركائنا في العمل الإنساني، تمّ تأمين وصول مساعدات أساسية، ليس فقط للرعية، بل لأكبر عدد ممكن من عائلات غزة”، وأنّها تتضمّن “مئات الأطنان من المواد الغذائية، بالإضافة إلى مواد إسعاف أولية ومعدات طبية عاجلة”.  

وفي إيطاليا، قال وزير الخارجية أنتونيو تاياني إنّ الوفد نقل معه 500 طن من المساعدات للمدنيين.

وأضاف في بيان “تدعو الحكومة الإيطالية إسرائيل إلى وقف العمليات العسكرية وضمان سلامة المبعوثين بشكل كامل في مهمّتهما ذات الأهمية”.

كما أجرى المستشار الألماني فريدريش ميرتس مكالمة هاتفية الجمعة مع نتانياهو أعرب خلالها عن “أمله بالتوصل إلى وقف سريع لإطلاق النار” في قطاع غزة، وفق ما أفاد مكتبه.

من جانبه، أفاد الفاتيكان في بيان بأنّ البابا لاوون الرابع عشر جدد لنتانياهو الجمعة “دعوته إلى إعادة تحريك المفاوضات من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإنهاء الحرب”، معربا عن “قلقه إزاء الوضع الإنساني المأسوي الذي يعيشه سكان غزة”.

وكان الحبر الأعظم أعرب الخميس عن “حزنه العميق” للهجوم على الكنيسة التي لجأ إليها مئات النازحين، من بينهم أطفال وذوو احتياجات خاصة.

وكان البابا الراحل فرنسيس يجري اتصالات منتظمة بكاهن الرعية الأب غابرييل رومانيلي، كما دعا مرارا إلى إنهاء الحرب التي خلّفت أزمة إنسانية.

ورومانيلي واحد من عشرة أشخاص أصيبوا جراء الضربة التي طالت الكنيسة.

وأفاد الفاتيكان بأنّ البابا اتصل بالكاردينال بيتسابالا صباح الجمعة، للاستفسار عن الوضع في غزة وحالة الأب رومانيلي والجرحى الآخرين.

وأكد الفاتيكان أن لاوون الرابع عشر أعرب عن “دعمه وتعاطفه تجاه المجتمع الذي يحيط بالرعية وتجاه هؤلاء الذي يعانون جراء العنف، وجدد تأكيد نيته بذل كل ما في وسعه لوقف المذبحة غير المبررة التي يتعرّض لها الأبرياء”. 

– “خطأ” –

ووصفت فرنسا وإيطاليا الضربة التي تعرّضت لها الكنيسة بأنها “غير مقبولة”، بينما أفادت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أجرى اتصالا هاتفيا بنتانياهو بعد “رد فعل غير إيجابي” من جانبه لدى علمه بالضربة.

وقالت إنّ “استهداف الإسرائيليين للكنيسة الكاثوليكية كان خطأ، هذا ما قاله رئيس الوزراء للرئيس”.

وكانت نتانياهو أعلن مساء الخميس أن إسرائيل “تأسف بعمق لكون ذخيرة طائشة أصابت كنيسة العائلة المقدسة في غزة. كل روح بريئة تزهق هي مأساة. نشارك العائلات والمؤمنين ألمهم”.

بدورها، أعلنت بطريركية اللاتين في القدس أنّها “قامت بتأمين إجلاء الأشخاص المصابين في الهجوم الأخير إلى مؤسسات طبية خارج غزة لتلقي العلاج اللازم”. 

وأضافت أنّ أحدهم في حالة حرجة، بينما أصيب آخران بجروح خطيرة.

ويعيش في قطاع نحو 2,4 مليون نسمة، بينهم 135 كاثوليكيا من أصل ألف مسيحي. 

ومثل مجمع الكنيسة منذ الأيام الأولى للحرب التي اندلعت في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ملجأ للمسيحيين الكاثوليك وكذلك الأرثوذكس.

ويؤكد الجيش الإسرائيلي أنه لا يتعمّد استهداف الكنائس والمواقع الدينية. غير أنّ بطريركية اللاتين في القدس أكدت تعرّض “أماكن مقدّسة مسيحية في غزة لاعتداءات متكرّرة”.

واندلعت الحرب في غزة بعد هجوم مباغت شنته حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية.

وتردّ إسرائيل منذ ذلك الوقت بحرب مدمّرة قتل فيها 58667 فلسطينيا في قطاع غزة غالبيتهم مدنيون، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التي تديرها حماس، وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

بور-بهز/ناش-دص-ود/ب ق

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية