
ترامب يؤكد التزامه الحل الدبلوماسي مع إيران ويطالب إسرائيل بعدم ضربها

أكّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس التزامه التوصل إلى حلّ دبلوماسي للملف النووي الإيراني، في وقت تتصاعد فيه التوترات في الشرق الأوسط بسبب مخاوف من هجوم إسرائيلي وشيك على الجمهورية الإسلامية.
بالمقابل، أعلنت طهران عزمها على بناء منشأة نووية جديدة وزيادة وتيرة إنتاجها من اليورانيوم المخصّب،وذلك ردّا على قرار بإدانتها في الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وكتب ترامب في منشور على منصّته “تروث سوشل” للتواصل الاجتماعي “ما زلنا ملتزمين التوصل إلى حلّ دبلوماسي للقضية النووية الإيرانية! لقد صدرت توجيهات لإدارتي بأكملها بالتفاوض مع إيران”، مؤكّدا أنّ الجمهورية الإسلامية “بإمكانها أن تصبح دولة عظيمة، لكن عليها أولا أن تتخلّى تماما عن آمالها بامتلاك سلاح نووي”.
وأتى هذا المنشور بعيد إقرار الرئيس الأميركي بإمكانية توجيه الدولة العبرية قريبا ضربة عسكرية للجمهورية الإسلامية، مشيرا إلى أنّ خطر نشوب “صراع واسع النطاق” في الشرق الأوسط دفع الولايات المتحدة إلى تقليص عدد دبلوماسييها في المنطقة، وبخاصة في العراق.
لكنّ ترامب شدّد مع ذلك على “أنّنا قريبون الى حدّ ما من التوصّل إلى اتفاق جيّد للغاية” مع إيران.
وردا على سؤال بشأن محادثاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، قال ترامب “لا أريدهم أن يتدخلوا، لأنني أعتقد أن ذلك سينسف الأمر برمته”، قبل أن يضيف أنّ ذلك “قد يساعد في الأمر عمليا، لكن قد ينسفه أيضا”.
ووفقا لوسائل إعلام أميركية من بينها خصوصا صحيفة نيويورك تايمز وشبكة “إن بي سي نيوز” فإنّ إسرائيل تحضّر لتوجيه ضربة عسكرية وشيكة إلى إيران.
وأضاف الرئيس الأميركي “أريد تجنّب النزاع. سيتعيّن على إيران التفاوض بجدية أكبر، مما يعني أنهم سيُجبرون على إعطائنا بعض الأمور التي هم ليسوا مستعدين لإعطائها لنا الآن”.
ومن المقرّر أن يقود مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، وفدي البلدين في جولة سادسة من المحادثات ستعقد الأحد في مسقط، عاصمة سلطنة عمان التي تؤدّي دور الوسيط بين البلدين.
ووصف ترامب نفسه مجددا بأنه رجل سلام.
– تهديدات للقواعد الأميركية –
من جهتها، صعّدت إيران نبرة خطابها قبل محادثات مسقط، مهدّدة بضرب القواعد الأميركية في المنطقة إذا ما انهارت المفاوضات واندلع نزاع.
وقال الباحث في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية حميد رضا عزيزي إنّه “إذا فشلت المحادثات، فإن خطر التصعيد العسكري يصبح أكبر”.
وكان مسؤول أميركي قال الأربعاء إنّ واشنطن تقلّص عدد الموظفين في سفارتها في بغداد بسبب مخاوف أمنية.
وترى إسرائيل التي تعتمد على الدعم العسكري والدبلوماسي الأميركي، أنّ الجمهورية الإسلامية تشكل تهديدا وجوديا لها، وقد سبق لها وأن استهدفت الدفاعات الجوية الإيرانية العام الماضي.
ودعت إسرائيل مجددا إلى اتخاذ إجراء دولي بعد أن اتهمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إيران بعدم الامتثال لالتزاماتها.
واتهمت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، إلى جانب إسرائيل، إيران مرارا بالسعي إلى امتلاك سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران.
وتبنّى مجلس محافظي الوكالة الدولية التابعة للأمم المتحدة قرارا قدّمته دول غربية يدين “عدم امتثال” إيران لالتزاماتها. وحصل القرار على تأييد 19 من بين 35 دولة عضو، وفق ما أفاد دبلوماسيون.
وقد يمهد القرار الطريق أمام الدول الأوروبية لاستخدام آلية “العودة السريعة” (آلية الزناد) التي تنتهي في تشرين الأول/أكتوبر ومن شأنها إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة والتي تم تخفيفها بموجب الاتفاق النووي لعام 2015 الذي أبرم في عهد الرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما.
– قرار “متطرف” –
وردا على قرار الوكالة، أعلنت منظمة الطاقة الذرية ووزارة الخارجية الإيرانيتان في بيان مشترك أن “رئيس المنظمة أصدر الأوامر اللازمة لإطلاق مركز جديد لتخصيب اليورانيوم في مكان آمن”.
وقال الناطق باسم المنظمة بهروز كمالوندي إنّ إيران ستستبدل “كل هذه الأجهزة من الجيل الأول بأخرى متطورة من الجيل السادس” في منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم جنوب طهران، مضيفا في تصريحاته إلى التلفزيون الرسمي بأن ذلك يعني أنّ “إنتاجنا من المادة المخصّبة سيزداد بشكل كبير”.
بدوره، ندّد رئيس المنظمة الإيرانية محمد إسلامي بقرار الخميس الذي اعتبره “متطرفا” و”غير قانوني”، مشيرا إلى أنه نتيجة لـ”النفوذ” الإسرائيلي.
وقال إن طهران أوفت بالتزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي، لكنها تراجعت عن الالتزام بالاتفاق المبرم عام 2015 بعد أن سحب ترامب بلاده منه خلال ولايته الأولى وفرض عقوبات مشددة على طهران.
وأضاف إسلامي “لا يمكنهم أن يتوقعوا منا أن ننفّذ التزاماتنا دون أن تحترم (الدول الغربية) أيا من التزاماتها”.
وأكد إسلامي أنّ التخصيب سيبدأ في الموقع “المنيع” الجديد “فور نصب الأجهزة الجديدة”.
وتخصّب إيران حاليا اليورانيوم حتى 60 في المئة، وهي نسبة أعلى بكثير من السقف الذي فرض في اتفاق 2015 والبالغ 3,67 في المئة، علما بأن النسبة ما زالت أقل من 90 في المئة التي يتطلبها تطوير رأس حربي نووي.
وفي أعقاب تعهد إيران بشأن اليورانيوم، دعاها الاتحاد الأوروبي إلى “ضبط النفس”.
وقال مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني الأربعاء إنّ بلاده ستفكر في “ردود متناسبة” حال إطلاق “آلية الزناد”، طارحا إمكانية “بدء عملية الانسحاب” من معاهدة الحد من الانتشار النووي.
بور-مز/لين-ح س/بم