The Swiss voice in the world since 1935

عودة الهدوء الى الحدود بين الهند وباكستان ومودي يتوعد بـ”رد حازم” على اي هجوم

afp_tickers

توعد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الإثنين بـ”رد حازم” على أي “هجوم ارهابي” جديد بعد يومين من دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ الذي أنهى أخطر مواجهة عسكرية مع باكستان منذ عقود.

وفي كلمة متلفزة هي الأولى له منذ وقف إطلاق النار الذي أعقب المواجهة العسكرية بين بلاده وباكستان، اتهم مودي مجددا اسلام آباد بمهاجمة الهند بدلا من محاربة الإرهاب.

بدأت الأزمة الأخيرة بين القوتين النوويتين عندما أطلق مسلحون النار على 26 رجلا معظمهم من الهندوس، في موقع سياحي في كشمير الهندية. وكانت الهند توعدت بالرد متهمة جماعة جهادية تدعمها إسلام آباد. وتنفي باكستان أي صلة لها بالهجوم.

وقال مودي مساء الاثنين إن باكستان اختارت “مهاجمة” الهند بدلا من محاربة الإرهاب، وأكد أن بلاده “لن تسمح بالابتزاز النووي”.

إذا كانت الخطابات العدائية لا تزال سيدة المشهد، للمرة الأولى منذ عدة ليال أبلغ الجيش الهندي الاثنين عن عدم تسجيل أي خرق على طول “الخط الفاصل” في منطقة كشمير التي يتنازع عليها البلدان الجاران منذ تقسيمهما عام 1947.

أثارت المواجهة الأخيرة وهي الأعنف منذ آخر حرب خاضها الطرفان عام 1999، مخاوف عالمية من احتمال اندلاع حرب شاملة. 

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن عن الهدنة مساء السبت، وقال الاثنين للصحافيين في البيت الأبيض “أوقفنا نزاعا نوويا. أعتقد أنها كانت لتكون حربا نووية وخيمة يُقتل فيها الملايين. لذا أنا فخور جدا بذلك”.

أعلنت الهدنة بعد أربعة أيام من هجمات بالصواريخ والطائرات المسيَّرة والمدفعية أسفرت عن مقتل 60 شخصا على الأقل ونزوح الآلاف من كلا الجانبين. 

– اتصال هاتفي –

بعد ساعات من إعلان وقف إطلاق النار تبادلت الهند وباكستان الاتهامات بـ”انتهاكات متكررة” للهدنة، فيما هزت انفجارات عنيفة سريناغار، المدينة الرئيسية في كشمير الهندية وعدة أماكن في الأراضي الهندية خلال الليل.

لكن الهدوء عاد فجرا على جانبي الحدود، بحسب صحافيي وكالة فرانس برس.

وأجرى قادة عسكريون من البلدين محادثات هاتفية مساء الإثنين، وفق ما أعلنت رئاسة الأركان الهندية التي أشارت إلى أن الجانبين تطرّقا إلى تدعيم الهدنة و”اتفقا على درس إجراءات فورية لخفض عديد الجنود المنتشرين على الحدود”.

وقال عبد الباسط من كلية إس. راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة إن التواصل يتناول آليات وقف إطلاق النار ولا يتخلله تباحث في قرارت على مستوى السياسات. 

وأضاف لوكالة فرانس برس أن الهدف هو “تجنب أي حسابات خاطئة، لأن شرارة واحدة في الوقت الحالي قد تدفع بسرعة نحو كارثة نووية”. 

أثارت المواجهة الأخيرة وهي الأعنف منذ آخر حرب خاضها الطرفان عام 1999، مخاوف عالمية من احتمال اندلاع حرب شاملة. 

وسادت شكوك في البداية إزاء الهدنة وتبادل الجانبان الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار بعد ساعات فقط من إعلان ترامب المفاجئ التوصل لوقف إطلاق النار على وسائل التواصل الاجتماعي. 

وقال الجيش الهندي “شهدت الليلة هدوءا إلى حد كبير في أنحاء … كشمير ومناطق أخرى على الحدود الدولية”. وأضاف في بيان “لم تُسجل أي حوادث، لتكون بذلك أول ليلة هادئة منذ أيام”.

وأعلنت السلطات أن الهند أعادت فتح 32 مطارا الاثنين بعد إغلاقها بسبب المواجهة الأخيرة.

– “نجاحات” – 

عقد كبار المسؤولين العسكريين في الهند وباكستان مؤتمرات صحافية مساء الأحد أعلن كل جانب خلالها أن الغلبة له وأكد أنه مستعد للرد في حال وقوع هجمات جديدة. 

وقال المتحدث باسم الجيش الباكستاني الفريق أحمد شريف شودري “لقد وفينا بالوعد الذي قطعناه لشعبنا”، مؤكدا تحقيق “نجاح في ساحة المعركة”. 

وقال الضابط الكبير في سلاح الجو الباكستاني أحمد أورنغزيب للصحافيين “أعدنا إرساء الردع ونجحنا في القضاء على  التهديدات”.

وقال الضابط الهندي راجيف غاي “لقد مارسنا حتى الآن ضبط النفس على نحو كبير، وكانت إجراءاتنا مركزة ومدروسة وغير تصعيدية”.

وأضاف أن “أي تهديد لسيادة وسلامة أراضينا وسلامة مواطنينا سيُواجَه بقوة حاسمة”. 

– حذر –

كانت هذه الليلة أيضا الثانية التي توقف فيها إطلاق نار والقصف في بونش، وهي بلدة حدودية تقع في الجزء الذي تديره الهند من كشمير المقسمة. 

كانت بونش من أكثر المناطق تضررا في الهند، حيث قُتل ما لا يقل عن 12 شخصا وفرّ معظم السكان الذين يُقدر عددهم بنحو 60 ألفا من منازلهم.

مساء الإثنين، أعلن رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف عن المعاشات التي ستتلقاها أسر الجنود “القتلى والجرحى”، وقد أجرى قائد الجيش زيارة للجرحى في مستشفى عسكري.

والأحد، بدأ الناس بالعودة تدريجيا، على الرغم من أن القلق ما يزال يعتري كثيرين منهم بشأن استمرار وقف إطلاق النار. 

عبد الرزاق الذي فر مع أربعة أطفال واثنين من أقربائه على متن دراجتين ناريتين بما عليهم من ملابس قال لوكالة فرانس برس بعد عودته إلى منزله “عشنا أسوأ كابوس … رأينا أقاربنا يسقطون قتلى من حولنا، لهذا ما من أحد منا يريد الحرب”. 

وأكد المسؤول في المنطقة نافد الحسن بخاري أن آلاف المدارس ما زالت مغلقة في أنحاء كشمير الخاضعة لإدارة باكستان، حيث يجري رفع الحطام الناجم عن الغارات وإطلاق النار. 

اندلع النزاع فجر الأربعاء، عندما شنت الهند هجمات صاروخية قالت إنها دمرت “معسكرات إرهابية” في الجزء الباكستاني من كشمير. 

جاء ذلك في أعقاب هجوم شهدته كشمير الخاضعة لإدارة الهند في 22 نيسان/أبريل وأسفر عن مقتل 26 مدنيا. 

اتهمت الهند باكستان بدعم الهجوم، لكن إسلام آباد نفت تورطها وردت على الفور على الضربات بنيران المدفعية الثقيلة، ثم أعلنت إسقاط خمس طائرات مقاتلة هندية، وهو أمر لم تعلق عليه نيودلهي. صعّد المسلحون الانفصاليون عملياتهم في كشمير منذ العام 2019 عندما ألغت حكومة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي القومية الهندوسية الحكم الذاتي المحدود للمنطقة، وأخضعتها لحكمها المباشر.

وخاضت الهند وباكستان عدة حروب من أجل السيطرة على كشمير ذات الغالبية المسلمة والتي يطالب بها البلدان بالكامل. 

وتدير كل من الدولتين جزءا منفصلا من الإقليم منذ استقلتا عن الحكم البريطاني عام 1947.

اش-سبح/ص ك-م ن-ليل/ود

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية