مقتل 27 في هجمات إسرائيلية على غزة بينهم 3 في كنيسة كاثوليكية
من نضال المغربي وكريسبيان بالمر
القاهرة/القدس (رويترز) – قال مسعفون ومسؤولون في البطريركية اللاتينية بالقدس إن القوات الإسرائيلية قتلت ما لا يقل عن 27 شخصا في هجمات بقطاع غزة اليوم الخميس بينهم ثلاثة في هجوم على كنيسة اعتاد بابا الفاتيكان الراحل فرنسيس التواصل معها.
وذكرت تقارير أن ثمانية رجال مكلفين بحماية شاحنات المساعدات كانوا من بين قتلى الغارات الجوية التي نُفذت بالتزامن مع مواصلة الوسطاء محادثات في الدوحة بخصوص وقف إطلاق النار.
وقال مسؤول أمريكي هذا الأسبوع إن المحادثات تسير على ما يرام لكن مسؤوليْن في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) أبلغا رويترز بأن المحادثات لم تحرز أي تقدم مع مواصلة الجيش الإسرائيلي قصف غزة.
وقالت البطريركية اللاتينية في القدس في بيان عن الحادث الذي وقع في الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في غزة إن امرأتين ورجلا قتلوا وأصيب آخرون نتيجة لقصف شنه الجيش الإسرائيلي على مجمع كنيسة العائلة المقدسة صباح يوم الخميس.
وأضافت البطريركية التي تشرف على الكنيسة “البطريركية اللاتينية تدين وتشجب بشدة استهداف المدنيين الأبرياء والاعتداء على أحد بيوت العبادة”.
وأشارت في البيان إلى أن الكثيرين كانوا قد نزحوا “إلى كنيسة العائلة المقدسة ليجدوا فيها ملاذا آمنا، يحميهم من أهوال الحرب، لا سيما وقد فقدوا منازلهم وممتلكاتهم وكرامتهم”. وقالت “يجب أن تتوقف هذه الحرب البشعة”.
وأظهرت صور نشرتها الكنيسة أن سقفها تعرض لضربة قريبة من الصليب الرئيسي، ما أدى إلى احتراق الواجهة الحجرية، كما تحطمت النوافذ.
وتعرض الأب جبرائيل رومانيللي، وهو أرجنتيني، لإصابات طفيفة في الهجوم. وظهر في لقطات تلفزيونية وهو جالس يتلقى العلاج في المستشفى الأهلي في غزة ووضعت ضمادة حول أسفل ساقه اليمنى.
وقد اعتاد رومانيللي على إطلاع البابا الراحل فرنسيس على مستجدات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وفي الفاتيكان، قال البابا ليو إنه “يشعر بحزن بالغ لسماعه نبأ وقوع خسائر في الأرواح وإصابات بسبب الهجوم العسكري”.
وقالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني في بيان “الهجمات التي تشنها إسرائيل على السكان المدنيين منذ أشهر غير مقبولة”.
أما الجيش الإسرائيلي فقال إنه يتحرى الواقعة. وذكرت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان على إكس أن نتائج التحقيق ستُنشر. وأكدت أن إسرائيل لم تستهدف الكنائس أو المواقع الدينية، وعبرت عن أسفها لتضرر هذه المواقع أو تعرض المدنيين لأذى.
وتحاول إسرائيل القضاء على حماس في غزة في حملة عسكرية بدأت بعد الهجوم الذي نفذته الحركة على إسرائيل في أكتوبر تشرين الأول 2023 وأسقط قتلى. وتسببت الحملة الإسرائيلية على غزة في انتشار الجوع والحرمان في القطاع الصغير.
وقال مسعفون فلسطينيون إن غارة جوية وقعت اليوم أدت إلى مقتل رجل وزوجته وأطفالهما الخمسة في جباليا بشمال غزة وأضافوا أن غارة أخرى في الشمال تسببت عن مقتل ثمانية رجال كانوا مسؤولين عن حماية شاحنات المساعدات.
وذكر مسعفون أن ثلاثة أشخاص قتلوا في غارة جوية في وسط غزة وأربعة في حي الزيتون بشرق غزة.
* محادثات وقف إطلاق النار
تضطلع قطر ومصر بجهود وساطة مدعومة من الولايات المتحدة، وتستضيفان محادثات منذ أكثر من 10 أيام بشأن هدنة مقترحة من واشنطن لمدة 60 يوما.
وفي إطار الاتفاق المحتمل، سيعاد 10 رهائن محتجزون في غزة ورفات 18 رهينة آخرين، على مدى 60 يوما مقابل إفراج إسرائيل عن فلسطينيين معتقلين. ولم يتضح بعد عدد هؤلاء المعتقلين تحديدا.
وقال مصدر مطلع في حماس إن إسرائيل قدّمت خرائط جديدة للوسطاء، متعهدة بسحب القوات إلى مسافة أبعد مقارنة بالمقترحة سابقا. وأضاف المصدر أن هذا يلبي جزئيا مطالب حماس، ولكنه لا يزال غير كاف.
وذكر المسؤولان في حماس اللذان تحدثا إلى رويترز أن الخلافات لا تزال قائمة أيضا بشأن آلية إيصال المساعدات إلى غزة، والضمانات بأن الاتفاق سيؤدي إلى إنهاء الحرب.
وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن إسرائيل أبلغت الوسطاء بأنها مستعدة للتخلي عن مطلبها بالاحتفاظ بوجود عسكري على امتداد ما يسمى بمحور موراج في جنوب غزة خلال وقف إطلاق النار المحتمل، ومستعدة أيضا لإبداء مرونة فيما يتعلق بحجم المنطقة الأمنية العازلة التي ستحتفظ بها بالقرب من الحدود الإسرائيلية.
ولم يعلق مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد بشأن هذه التقارير.
كان ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط قال يوم الأربعاء إن المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة تسير على نحو جيد. وقال مسؤول فلسطيني مقرب من المحادثات إن هذه التصريحات المتفائلة “فارغة من المضمون”.
وتشير السلطات الصحية في غزة إلى أن الحملة الإسرائيلية على القطاع أدت إلى مقتل أكثر من 58 ألف فلسطيني.
وتقول إحصاءات إسرائيلية إن ما يقرب من 1650 إسرائيليا وأجنبيا قتلوا نتيجة للصراع، بينهم 1200 في هجوم حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 على إسرائيل.
