الشرع يغيب عن القمة العربية في العراق بعد جدل بشأن دعوته
من أحمد رشيد وتيمور أزهري
بغداد/دمشق (رويترز) – ذكرت وسائل إعلام سورية رسمية يوم الاثنين أن الرئيس أحمد الشرع لن يحضر القمة العربية في بغداد مطلع الأسبوع المقبل، وذلك بعد أن تسبب إرسال العراق دعوة إليه للحضور جدلا بشأن آفاق عودته إلى بلد قاتل وسجن فيه قبل أن يصير زعيما لبلاده.
وأفادت قناة الإخبارية التابعة للدولة أن وزير الخارجية أسعد الشيباني سيرأس وفد سوريا إلى القمة المقرر انعقادها يوم السبت دون إبداء سبب لغياب الشرع. ومن المتوقع أن تركز القمة على إعادة إعمار غزة والقضية الفلسطينية.
يسلط قرار الشرع الضوء على تباين نتائج جهود سوريا فيما يتعلق بعلاقاتها مع دول المنطقة بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد العام الماضي.
وحقق الشرع بالفعل تقدما سريعا في هذا الصدد مع السعودية وقطر، لكنه يتخذ خطوات بحذر أكبر مع دول أخرى كان لإيران فيها نفوذ قوي مثل العراق.
كان الشرع يقاتل مع تنظيم القاعدة في العراق بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للبلاد في 2003. وأفاد مسؤول أمني عراقي رفيع المستوى بأن الشرع سجن هناك لأكثر من خمس سنوات قبل الإفراج عنه لعدم كفاية الأدلة في 2011.
وأسس بعد ذلك فرعا لتنظيم القاعدة في سوريا ثم انفصل عنه في 2016 ليشكل هيئة تحرير الشام، وهي الجماعة التي قادت الإطاحة بالأسد.
وتلقى الشرع دعوة من رئيس الوزراء العراقي الشهر الماضي لحضور القمة، وهو ما أثار انتقادات من فصائل يغلب عليها الشيعة تتهمه بتدبير هجمات ضد الشيعة خلال السنوات التي قضاها في العراق.
واطلعت رويترز على نسخة من التماس قدمه ما لا يقل عن 57 نائبا شيعيا من أصل 329 نائبا في البرلمان العراقي إلى الحكومة لمنع الشرع من حضور القمة. وانتشرت شائعات بأنه قد تصدر بحقه مذكرة اعتقال، لكن السلطات العراقية نفت ذلك.
المزيد
صحف سويسرية: أي مستقبل ينتظر سوريا تحت قيادة أحمد الشرع؟
وقوبلت دعوة الشرع للمشاركة في القمة بترحيب إلى حد كبير من سياسيين سنة بوصفها خطوة نحو إبعاد العراق عن إيران وتقريبه من الدول العربية التي دعمت الشرع كثيرا.
وقال رعد الدهلكي رئيس تحالف عزم، وهو كتلة سنية كبيرة في البرلمان العراقي، إن هناك عوامل من شأنها تقويض تقدم العراق نحو استعادة مكانته الصحيحة داخل المجتمع العربي.
ويرى محللون أن العراق آخر الدعائم القوية فيما تسميه إيران محور المقاومة، لاسيما بعد الإطاحة بالأسد ونيل إسرائيل من حزب الله في لبنان وحماس في غزة.
كما عبر بعض السوريين عن قلقهم من احتمال أن يواجه الشرع خطرا في العراق.
وقال المحلل محمود الطرن المقرب من الحكومة السورية إن منتقدي الشرع في العراق “لن يكون من السهل عليهم استيعاب هذه التهديدات، ولن تتجاهلها المخابرات السورية”.
