The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

تقرير أممي يتهم إسرائيل بارتكاب “أعمال إبادة” في غزة عبر تدمير منشآت الصحة الإنجابية

afp_tickers

خلص تحقيق للأمم المتحدة الخميس إلى أن إسرائيل ارتكبت “أعمال إبادة” في قطاع غزة عبر التدمير الممنهج لمنشآت الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية.

وأفادت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة بأن إسرائيل “هاجمت ودمّرت عمدا” مركز الخصوبة الرئيسي في القطاع الفلسطيني وفرضت حصارا بشكل متزامن ومنعت المساعدات بما في ذلك الأدوية اللازمة لضمان سلامة الحمل والإنجاب ورعاية المواليد. 

من جهته، دان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو التحقيق ووصفه بـ”السخيف وبأنه عار من الصحة”.

وخلصت اللجنة إلى أن السلطات الإسرائيلية “دمّرت جزئيا القدرة الإنجابية للفلسطينيين في غزة كمجموعة عبر التدمير الممنهج لقطاع الصحة الإنجابية”.

وأضافت أن ذلك يرقى إلى “فئتين من أعمال الإبادة” المرتكبة خلال العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة التي أطلقت بعدما هاجم عناصر حماس إسرائيل يوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. 

تعرّف اتفاقية الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية هذه الجريمة على أنها أفعال ارتُكبت بنيّة تدمير مجموعة وطنية أو عرقية أو دينية بالكامل أو جزئيا.

وأفاد التحقيق بأن إسرائيل تورطت في اثنين من خمسة أفعال تعرفها اتفاقية الأمم المتحدة على أنها “أعمال إبادة”، مشيرا إلى أن الدولة العبرية كانت “تتسبب عمدا بظروف حياتية للمجموعة (أي الفلسطينيين) محسوبة للتسبب بتدميرها بدنيا” و”تفرض إجراءات تهدف إلى منع حدوث ولادات ضمن المجموعة”.

– كذب مزمن –

أسس مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لجنة التحقيق الدولية المستقلة المكوّنة من ثلاثة أشخاص في أيار/مايو 2021 للتحقيق في الانتهاكات المفترضة للقانون الدولي في إسرائيل والأراضي الفلسطينية.

وقال العضو في لجنة التحقيق كريس سيدوتي إن جريمة الإبادة تتعلق بالأفعال والنية، سواء بشكل عام أو بشكل محدد، وإن التقرير لم يتناول حتى الآن سوى الأفعال. 

وصرح في مؤتمر صحافي “لم نتوصل إلى أي استنتاج بشأن أعمال إبادة. حددنا عددا من الأفعال التي تُصنف ضمن فئات أفعال الإبادة بموجب القانون. لم ندرس بعد مسألة الغرض من الإبادة الجماعية”. 

وأضاف “سنكون قريبا في وضع يسمح لنا بالتعامل مع مسألة الإبادة بشكل شامل”، ربما في وقت لاحق من هذا العام. 

من جهته، قال المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم لوكالة فرانس برس إن التقرير “يؤكد ارتكاب إسرائيل “إبادة جماعية وانتهاكات”.

واعتبر أن التقرير “يؤكد ضرورة الإسراع في محاكمة قادة الاحتلال على هذه الجرائم وسرعة محاكمتهم في المحكمة الجنائية الدولية”.

أما نتانياهو فقال إن “السيرك المناهض لإسرائيل، المعروف بمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان (…)، يختار مرة أخرى أن يهاجم دولة إسرائيل بتهم عارية من الصحة”، وفق بيان صادر عن مكتبه. 

واتّهمت إسرائيل اللجنة بتمرير “أجندة سياسية منحازة ومحددة سلفا.. في محاولة وقحة لتجريم قوات الدفاع الإسرائيلية”.

ورد سيدوتي بالقول إن إسرائيل “تواصل عرقلة” تحقيقات اللجنة ومنع الوصول إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية.

وأضاف الخبير الأممي “من الواضح أنهم لا يقرؤون وثائقنا. من الواضح أن لديهم أجندة يسعون لتحقيقها، وهي أجندة لا تمت للواقع بصلة. إنه كذب مزمن”.

– تدمير عيادة للإخصاب المخبري –

ذكر التقرير أنه تم تدمير أقسام ومستشفيات الولادة بشكل ممنهج في غزة إضافة إلى “مركز البسمة للإخصاب وأطفال الأنابيب”، العيادة الرئيسية للخصوبة المخبرية في غزة.

وقال إن مركز البسمة تعرّض للقصف في كانون الأول/ديسمبر 2023، ما ألحق وفق تقارير أضرارا بنحو 4000 جنين في عيادة كان يتردد إليها ما بين 2000 إلى 3000 مريض شهريا.

وخلصت اللجنة إلى أن قوات الأمن الإسرائيلية هاجمت العيادة عمدا ودمرتها، بما في ذلك جميع المواد الإنجابية المخزّنة من أجل الحمل مستقبلا في القطاع.

ورأت أن التدمير كان “إجراء يهدف إلى منع الولادات في أوساط الفلسطينيين في غزة، وهو عمل إبادة جماعية”.

– “إبادة” –

كما لفت التقرير إلى تزايد إلحاق الضرر بالنساء الحوامل والمرضعات والنساء اللواتي أصبحن أمّهات حديثا في غزة على “نطاق غير مسبوق” مع تأثير لا يمكن إصلاحه على فرص الإنجاب في أوساط أهالي غزة.

وخلصت اللجنة إلى أن هذا النوع من الأعمال “يرقى إلى جرائم ضد الإنسانية” وإلى مساع متعمدة لتدمير الفلسطينيين كمجموعة.

واعتبر التقرير أن إسرائيل استهدفت النساء والفتيات المدنيات مباشرة في “أفعال تمثّل جريمة ضد الإنسانية هي القتل وجريمة الحرب المتمثلة بالقتل العمد”.

توفيت نساء وفتيات أيضا نتيجة مضاعفات مرتبطة بالحمل والولادة نظرا إلى الظروف التي فرضتها السلطات الإسرائيلية وتؤثر في الوصول إلى الرعاية الصحية الإنجابية وهي “أعمال ترقى إلى الإبادة وهي جريمة ضد الإنسانية”.

وقال سيدوتي إن الخطوات التالية “ستتطلب بالتأكيد تدخل المحاكم” ويمكن للدول اتخاذ إجراءاتها بنفسها بموجب القانون الدولي. 

وأضاف “لو انتظروا تحركا من مجلس الأمن، فإن ذلك لن يحدث على الأرجح”.

-انتشال عشرات الجثامين-

في تطور آخر، أعلن الدفاع المدني في غزة الخميس أن طواقمه انتشلت 48 جثمانا داخل مجمع الشفاء الطبي الذي كان أكبر مرفق طبي في القطاع لكنه استحال خرابا بعد هجمات إسرائيلية متعددة خلال الحرب بين الدولة العبرية وحماس.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس “قامت طواقمنا اليوم بنقل جثامين 48 شهيدا بينهم 10 لا يزالون مجهولي الهوية، الذين كانوا دفنوا داخل أسوار مستشفى الشفاء بغزة خلال العدوان”.

وأوضح بصل أنه تم التعرف على 38 منهم من جانب العائلات، حيث تم أخذ الجثامين لمواراتها الثرى في مقابر أخرى في مدينة غزة وشمال القطاع، مشيرا إلى “استخراج 10 جثامين مجهولة الهوية جرى تسليمها لدائرة الطب الشرعي بوزارة الصحة بانتظار التعرف عليهم من عائلاتهم وأقاربهم”.

وأشار بصل “لا يزال حوالى 160 جثمانا مدفونا داخل مستشفى الشفاء، وعملية نقل جثامين الشهداء من داخل أسوار المستشفى ستستمر لعدة أيام”.

وأظهرت لقطات لوكالة فرانس برس رجال الإنقاذ يقومون بأعمال حفر في باحة المستشفى، ويرفعون أكياسا بيضاء اللون تحتوي على الرفات التي لفت بأغطية قبل نقلها.

في غضون ذلك جدّدت حركة حماس الخميس مطالبتها بانسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب قطاع غزة، متّهمة الدولة العبرية بمحاولة الالتفاف على بنود اتفاق وقف إطلاق النار الساري بين الطرفين والذي تجري حاليا في الدوحة مفاوضات لبدء المرحلة الثانية منه.

وقال المتحدّث باسم الحركة حازم قاسم لفرانس برس إنّ “اللقاءات بين حماس والوسطاء مستمرة في الدوحة بهدف الدفع باتجاه بدء المرحلة الثانية”. 

وأضاف أنّ حماس “تتمسّك بما تمّ الاتفاق عليه والدخول الفوري في تنفيذ المرحلة الثانية، وتطبيق استحقاقاتها بالتعهّد بعدم العودة للحرب والانسحاب من كامل قطاع غزة”.

وشدّد قاسم على أنّ “التقارير عن تقديم مقترحات جديدة تهدف للقفز على اتفاق غزة”، مؤكدا تمسّك الحركة “بتنفيذ إسرائيل تعهداتها بالانسحاب من غزة، وبدء الانسحاب من محور فيلادلفيا”، المنطقة العازلة الواقعة على طول الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر والتي كان مفترضا أن تنسحب منها القوات الإسرائيلية خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.

ولفت المتحدث باسم حماس إلى أنّ الجيش الإسرائيلي “لم يلتزم بتنفيذ البروتوكول الإنساني من اتفاق وقف إطلاق النار حيث لا يزال الاحتلال يمنع إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية والغذاء والدواء والوقود والخيام والبيوت المتنقّلة”.

وشدّد قاسم على أنّ “حماس لا تريد العودة للحرب مجدّدا”، لكنّه حذّر من أنّه “في حال استأنف الاحتلال عدوانه فنحن لا نملك إلا الدفاع عن شعبنا”.

رجم/لين-غد/ح س-جص 

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية