The Swiss voice in the world since 1935

محكمة العدل الدولية ترفض شكوى السودان ضد الإمارات بتهمة ارتكاب إبادة

afp_tickers

رفضت أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة الإثنين دعوى رفعها السودان ضد الإمارات العربية المتحدة بتهمة التواطؤ في ارتكاب إبادة جماعية في الحرب التي تمزق البلاد منذ أكثر من عامين، بحجّة أنها لا تتمتّع بالاختصاص القضائي للبتّ في القضيّة.

وفي آذار/مارس، اتّهم السودان الإمارات أمام محكمة العدل الدولية بالتواطؤ في إبادة جماعية في حقّ قبيلة المساليت من خلال دعمها قوات الدعم السريع المنخرطة منذ نيسان/أبريل 2023 في حرب مع الجيش السوداني.

لكن الإمارات أدخلت لدى توقيعها اتفاقية الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية عام 2005 “تحفظا” عن بند رئيسي يُمكّن الدول من ملاحقة إحداها الأخرى أمام محكمة العدل الدولية في أي نزاعات تنشأ بينهما.

وقالت المحكمة في قرارها “في ضوء التحفّظ الصادر عن الإمارات العربية المتحدة… لا تتمتّع المحكمة كما يبدو بوضوح بالصلاحية اللازمة للبتّ في طلب السودان”.

وأشادت ممثّلة الإمارات بالقرار.

وفي بيان لوكالة فرانس برس، قالت نائب مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية ممثلة دولة الإمارات أمام محكمة العدل الدولية ريم كتيت إن الدعوى التي رفعها السودان “لا تستند إلى أسس قانونية أو واقعية … مما يجعل الادعاءات الموجهة ضدها لا أساس لها من الصحة”.

ولطالما نفت الإمارات تقديم دعم لقوات الدعم السريع، واصفة القضية بأنها “مسرحية سياسية” تنطوي على “محاولة أخرى لصرف الانتباه عن هذه الحرب الكارثية” التي أودت بعشرات آلاف الأشخاص وشرّدت الملايين وتسبّبت بمجاعة في أجزاء كبيرة من البلاد الواقعة في شمال شرق إفريقيا.

يشهد السودان، ثالث أكبر دولة إفريقية من حيث المساحة، منذ نيسان/أبريل 2023 حربا مدمرة اندلعت على خلفية صراع على السلطة بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، الحاكم الفعلي للسودان منذ انقلاب العام 2021، ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو.

وأسفرت الحرب عن سقوط عشرات آلاف القتلى وتشريد 13 مليون نسمة فيما تعاني بعض المناطق المجاعة، وسط “أسوأ أزمة إنسانية” في العالم بحسب الأمم المتحدة.

وتأكد مقتل نحو 540 مدنيا في ولاية شمال دارفور السودانية في الأسابيع الأخيرة. وندّدت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي بأعداد “مرعبة” للقتلى وبتفشي العنف الجنسي.

وأصبحت ولاية شمال دارفور ساحة معركة رئيسية في الحرب التي اندلعت في 15 نيسان/أبريل 2023.

ووفق تقرير مدعوم من الأمم المتحدة، تضرب المجاعة خمس مناطق في السودان، بما في ذلك مخيما زمزم وأبوشوك وأنحاء في جنوب البلاد.

وقال مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إن “فظاعة ما يحدث في السودان هي بلا حدود”.

– “معاناة لا توصف” –

وأعربت محكمة العدل الدولية عن “بالغ القلق إزاء المأساة الإنسانية في السودان التي تشكّل خلفية للمنازعة القائمة”.

وندّدت بـ”الآثار المدمّرة للنزاع العنيف التي تزهق الأرواح وتثير معاناة لا توصف، لا سيّما في غرب دارفور”.

وأمام قصر السلام مقرّ المحكمة في لاهاي، احتشد متظاهرون مؤيّدون للسلام يحملون لافتات كُتب على إحداها “الإمارات العربية المتحدة تقتل السودان”.

وقال المهندس هشام فاضل (57 عاما) “خيّبت آمالنا كثيرا… ونحن لا نطالب سوى بالعدالة”. 

وفي جلسات استماع مطلع أيار/مايو، أكد القائم بأعمال وزير العدل السوداني معاوية عثمان أن “الدعم” المزعوم الذي قدمته الإمارات لقوات الدعم السريع “يبقى المحرك الرئيسي للإبادة الجماعية”.

وصرح “الدعم الذي قدمته الإمارات العربية المتحدة، وهو دعم يستمر اليوم لقوات الدعم السريع والمليشيات الحليفة لها، يبقى المحرك الرئيسي للإبادة الجماعية التي تجلت في عمليات قتل واغتصاب وتهجير قسري ونهب”.

وتعتبر أحكام محكمة العدل الدولية التي تنظر في النزاعات بين الدول، نهائية وملزمة، لكن المحكمة لا تملك الوسائل لضمان الامتثال لها.

والأحد، استهدفت ضربة نفذتها قوات الدعم السريع بواسطة مسيّرات لأول مرة مطار بورتسودان، الواقعة على البحر الأحمر والمقر الحالي للحكومة السودانية الموالية للجيش، في ظل تكثيف الدعم السريع لهجماتها على معاقل الجيش السوداني في الأسابيع الأخيرة.

سه/الح-م ن/ب ق

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية