The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

نظرة فاحصة-بعد تدخل ترامب.. إلى أي مدى اقتربت حرب غزة من نهايتها؟

reuters_tickers

(رويترز) – حث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إسرائيل على وقف قصف غزة بعد موافقة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إطلاق سراح الرهائن وقبولها بعض الأجزاء الرئيسية في الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب، وهو تحول ربما يعني أن الحرب المستمرة منذ عامين قد شارفت على نهايتها أخيرا.

وأعلنت إسرائيل أنها ستعمل على “التنفيذ الفوري” للمرحلة الأولى من الخطة التي وافق عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته لواشنطن.

ومع ذلك، لا تزال هناك عقبات محتملة؛ فالجدول الزمني الدقيق لتنفيذ خطة ترامب لا يزال غير واضح، وربما تمثل بعض الخدمات اللوجستية إشكالية بسبب الدمار الذي لحق بغزة، فضلا عن بقاء قضايا مثل نزع سلاح حماس وانسحاب إسرائيل غير محسومة.

ولم يكتب النجاح لاتفاقات وقف إطلاق النار السابقة حيث كانت إسرائيل تستأنف الهجوم.

* متى يمكن أن يصمت دوي المدافع؟

يبدو الأمر أكثر هدوءا بالفعل، على الرغم من بعض الضربات الإسرائيلية المتفرقة.

فبعد مطالبة ترامب بوقف القصف الإسرائيلي، قال سكان في غزة إن المدينة التي كانت محور هجوم إسرائيلي مكثف تعرضت لقصف عنيف خلال الساعات التي تلت تصريحات الرئيس الأمريكي. لكن منذ ذلك الحين يقول السكان إن الغارات الجوية وغيرها من وقائع إطلاق النيران قد انخفضت بشكل كبير وإن فترات من الهدوء النسبي تخللها على نحو متقطع دوي انفجارات.

* هل هذا يعني أن الحرب تقترب أخيرا من نهايتها؟

من المحتمل. وقال ترامب إنه مصمم على إنهاء الصراع من خلال هذه الخطة التي تشمل 20 نقطة، موضحا في رسالته عبر مواقع التواصل الاجتماعي يوم الجمعة “الأمر لا يتعلق بغزة فحسب، بل يتعلق بالسلام الذي طال انتظاره في الشرق الأوسط”.

لكن هذا الاتفاق يأتي بعد محاولتين سابقتين لوقف إطلاق النار؛ واحدة بعد فترة وجيزة من بدء الحرب في عام 2023 وأخرى في وقت سابق من هذا العام لم تستمر سوى أسابيع قليلة قبل أن تندلع الحرب مرة أخرى.

وتوجد الكثير من العقبات هذه المرة أيضا.

فقد ترك رد حماس عددا من القضايا الرئيسية دون معالجة. على سبيل المثال، لم توضح الحركة الفلسطينية المسلحة، التي أشعل هجومها على إسرائيل في أكتوبر تشرين الأول 2023 فتيل الحرب التي شنتها إسرائيل بعد ذلك، موقفها من إلقاء سلاحها، وهو مطلب رئيسي في خطة ترامب وأحد أهداف إسرائيل الرئيسية المعلنة من الحرب.

وفي الوقت ذاته، أعطى بنيامين نتنياهو موافقته على الخطة على الرغم من أنها توفر مسارا محتملا، وإن كان مشروطا إلى حد كبير، لدولة فلسطينية في المستقبل، وهو أمر قال رئيس الوزراء الإسرائيلي صراحة إنه لن يسمح به مطلقا.

ومن بين النقاط الشائكة المحتملة الأخرى توقيت وحدود الانسحاب الإسرائيلي وإدارة قطاع غزة المقبلة.

وقال أورين سيتر، الزميل البارز في مركز بلفر بجامعة هارفارد والرئيس السابق لقسم التخطيط الاستراتيجي في الجيش الإسرائيلي، إن ما قام به ترامب كان إنجازا كبيرا في جعل جميع الأطراف تنخرط في الخطة، مضيفا ” لكنها بداية العملية. إنها ليست نهاية العملية”.

* ماذا سيحدث بعد ذلك ومتى؟

لم تقدم خطة ترامب جدولا زمنيا واضحا ومحددا.

وذكرت الخطة أن الحرب ستنتهي فورا بمجرد موافقة الطرفين على الاقتراح غير أن رد حماس لم يتضمن الموافقة على جميع النقاط العشرين. وعبرت الحركة عن “استعدادها للدخول فورا من خلال الوسطاء في مفاوضات لمناقشة تفاصيل” مقترح ترامب.

وجاء في الخطة أن من المقرر إطلاق سراح جميع الرهائن، الأحياء منهم والأموات، في غضون 72 ساعة من قبول إسرائيل علنا بالاتفاق، ولكن لم يتضح متى ستبدأ هذه المهلة تحديدا مع الأخذ في الاعتبار بأن موافقة نتنياهو على الجدول الزمني جاءت قبل أيام من رد حماس.

وربما تكون هناك تحديات لوجستية أيضا. وتقول مصادر مقربة من حماس إن تسليم الرهائن الأحياء قد يكون سهلا نسبيا لكن انتشال جثث الرهائن القتلى من بين الركام في غزة ربما يستغرق وقتا أطول لإنجازه، وليس بضعة أيام.

وتقول إسرائيل إن 48 رهينة، من أصل 251 رهينة اقتادتهم حماس رهائن من جنوب إسرائيل في هجوم أكتوبر تشرين الأول 2023، ما زالوا في غزة وإن 20 منهم على قيد الحياة.

* ما هي الحسابات السياسية المحتملة لحماس وإسرائيل؟

يبدو أن كلا من إسرائيل وحماس عازمتان على إظهار رد إيجابي على خطة ترامب، لكنهما تواجهان حساباتهما السياسية الخاصة.

فبالنسبة لنتنياهو، ربما تكون موافقته على الخطة مبنية على حساباته التي تمكنه من البقاء على الجانب الأيمن من ترامب والولايات المتحدة، حليف إسرائيل الأهم، وفي الوقت نفسه تقديم أقل قدر ممكن من التنازلات لتجنب تنفير شركائه في الائتلاف القومي الديني الذين كانوا من أشد المعارضين لأي اتفاق مع الفلسطينيين ويضغطون منذ فترة لمواصلة الحرب.

وقال المحلل في مجموعة الأزمات الدولية أمجد عراقي إن رد حماس، الذي تضمن الموافقة على إطلاق سراح الرهائن مع ترك عدد من القضايا دون حل، ربما ساعد في تحويل التركيز المباشر إلى لاعبين آخرين، ومنهم الوسيطان العربيان في المفاوضات طوال فترة الحرب قطر ومصر أو الدول العربية أو الإسلامية الأخرى التي كانت تضغط على الرئيس الأمريكي لإنهاء الصراع.

وأضاف “لقد قامت حماس في الواقع بخطوة ذكية إلى حد ما بقولها ’نعم و’ أو ’نعم ولكن’. ومن خلال هذا النوع من المقاربة، فقد ساعدت بشكل أساسي في نوع من رمي الكرة في ملعب نتنياهو، وكذلك الدول العربية”.

* كيف يتناسب رد حماس مع خطة ترامب؟

فيما يلي كيف عالجت الحركة النقاط الرئيسية في خطة ترامب أو تجنبتها:

– إطلاق سراح الرهائن: قالت حماس إنها ستفرج عن الرهائن الإسرائيليين في غزة، الأحياء منهم والأموات، وفق صيغة التبادل الواردة في الخطة لكنها أشارت إلى “الظروف الميدانية لعملية التبادل”، دون أن تحدد ماهية تلك الظروف.

– الانسحاب الإسرائيلي: قالت حماس إنها تقبل بإطار “وقف الحرب” وأشارت إلى “انسحاب (إسرائيل) الكامل من القطاع”، بينما نصت خطة ترامب إلى انسحاب “القوات الإسرائيلية إلى الخط المتفق عليه للتحضير لإطلاق سراح الرهائن… على مراحل”.

* إدارة قطاع غزة في المستقبل: قالت حماس، التي تدير قطاع غزة منذ عام 2007، إنها ستسلم الإدارة “لهيئة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط) بناء على التوافق الوطني الفلسطيني واستنادا للدعم العربي والإسلامي”، بينما أوردت خطة ترامب وجود “لجنة فلسطينية مؤقتة من التكنوقراط غير السياسيين… بإشراف هيئة انتقالية دولية جديدة تسمى ’مجلس السلام’ وسيرأسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع أعضاء آخرين ورؤساء دول سيُعلن عنهم، بمن فيهم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير”.

* مستقبل حماس: قالت حماس إنها ترى نفسها جزءا من “إطار وطني فلسطيني جامع ستكون حماس من ضمنه” ولم تعلق على نزع السلاح، وهي خطوة رفضتها سابقا، بينما ذكرت خطة ترامب أن حماس لن يكون لها أي دور في حكم غزة وأشارت إلى عملية نزع السلاح من القطاع.

(تغطية صحفية كانيشكا سينغ من واشنطن وبيشا ماجد من القدس – إعداد محمد علي فرج للنشرة العربية – تحرير معاذ عبدالعزيز)

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية