
وصول بعض الطحين لسكان غزة مع تخفيف الحصار ومنظمات الإغاثة تدعو للمزيد

من نضال المغربي
القاهرة (رويترز) – قال مسؤولون فلسطينيون إن الدقيق (الطحين) ومساعدات أخرى بدأت في الوصول إلى بعض سكان غزة الأشد احتياجا يوم الخميس بعد أن سمحت إسرائيل بدخول بعض الشاحنات إلى القطاع، لكن الكمية لا تكفي إطلاقا لتعويض النقص الناجم عن الحصار المستمر منذ 11 أسبوعا.
وحذرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني من أن الكثير من الشاحنات الأخرى لا تزال على الحدود، ولا يزال الناس ينتظرون الحصول على الغذاء، وسط مخاوف من أن تحاول الحشود اليائسة نهب المركبات لدى وصولها.
وذكرت إسرائيل أنها سمحت بدخول 100 شاحنة محملة أيضا بأغذية الأطفال ومعدات طبية إلى القطاع أمس الأربعاء بعدما أعلنت قبل يومين عن أول تخفيف للقيود تحت ضغط دولي متزايد.
وقال صاحب مخبز يدعى أحمد البنا، بينما كانت أرغفة الخبز تمر على سير ناقل خلفه في المخبز الواقع في دير البلح “وصل الطحين من برنامج الأغذية العالمي (التابع للأمم المتحدة)، وباشرنا العمل فورا”.
وأشار إلى أن المخابز في جنوب القطاع بدأت تشغيل أفرانها التي كانت مغلقة منذ شهرين، وقال “إن شاء الله، في القريب بيتم العمل في مخابز شمال غزة”.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الخميس أن بناء أولى مناطق توزيع المساعدات الإنسانية في غزة سيكتمل خلال الأيام المقبلة وأن شركات أمريكية ستتولى توزيع المواد الغذائية في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي.
وأضاف نتنياهو في بيان مصور نشره مكتبه “في نهاية المطاف، نعتزم إقامة مناطق آمنة كبيرة في جنوب غزة. سينتقل السكان الفلسطينيون إليها حفاظا على سلامتهم بينما نواصل القتال في مناطق أخرى. وسيتسلمون (الفلسطينيون) المساعدات هناك دون تدخل من حماس”.
ومنعت إسرائيل في مارس آذار دخول أي إمدادات للقطاع، واتهمت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بالاستيلاء على المساعدات وتقديمها لمقاتليها، وهو ما تنفيه الحركة.
وذكرت الأمم المتحدة أن ربع سكان القطاع، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة تقريبا، معرضون لخطر المجاعة.
وقال وزير الصحة الفلسطيني إن 29 طفلا ومسنا لقوا حتفهم لأسباب تتعلق بالجوع في غزة خلال الأيام القليلة الماضية، وإن آلافا آخرين معرضون للخطر.
ودافعت إسرائيل مرارا عن سيطرتها على المساعدات في غزة، قائلة إن تقارير منظمات الإغاثة عن ظروف شبيهة بالمجاعة مبالغ فيها، ونفت الاتهامات بالتسبب في الجوع.
وقال أمجد الشوا مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في غزة لرويترز في وقت سابق من اليوم “بعض المخابز راح تستلم طحين اليوم لتبدأ في إنتاج الخبز، والتوزيع راح يبدأ بعدها خلال اليوم”.
وذكر أنه لم يدخل القطاع إلا 90 شاحنة فقط. وأوضح “أثناء وقف إطلاق النار كان في 600 شاحنة بيدخلوا غزة كل يوم، وهذا معناه إنه الكميات الحالية هي نقطة في محيط أو فعليا لاشيء”.
وأضاف أن المخابز المدعومة من برنامج الأغذية العالمي ستتولى إنتاج الخبز ويقوم موظفو البرنامج بتوزيعه، وهو نظام محكم أكثر من ذي قبل عندما كانت المخابز تبيعه مباشرة للسكان بسعر أقل.
وقال يونس الخطيب رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن الكثير من الشاحنات لا تزال على الحدود عند معبر كرم أبو سالم وإن هناك مخاطر من وقوع أعمال عنف ونهب عند وصولها.
وأشار إلى أن المدنيين لم يحصلوا على أي شيء حتى الآن.
وتجمع فتية وشبان مساء يوم الأربعاء بعد وصول إحدى الشاحنات إلى مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، لكنهم تراجعوا بينما كان رجال بعضهم يحمل أسلحة يراقبون تفريغ الأكياس.
وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها تمكنت من إدخال شاحنة واحدة من الإمدادات الطبية لتعويض النقص بمستشفاها الميداني في رفح، لكن هناك حاجة إلى المزيد.
وأضافت اللجنة في بيان “التدفق المحدود للشاحنات غير كاف على الإطلاق. ولا يمكن تلبية كامل الاحتياجات على الأرض إلا من خلال تدفق سريع ومستدام ودون عوائق للمساعدات”.