The Swiss voice in the world since 1935

الوفد الوزاري العربي يندد بمنع إسرائيل زيارته الى الضفة الغربية

afp_tickers

ندّد الوفد الوزاري العربي الذي كان يعتزم زيارة الضفة الغربية الأحد بمنع إسرائيل دخوله، بعد أن أعلنت الدولة العبرية أنها “لن تتعاون” مع الزيارة الهادفة الى “الترويج لإقامة دولة فلسطينية”.

ولم يعلن رسميا عن زيارة الوفد قبل اليوم السبت. إلا أن مصدرا دبلوماسيا أفاد وكالة فرانس برس الجمعة أن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان سيزور رام الله الأحد، في أول زيارة يقوم بها وزير خارجية سعودي الى الضفة الغربية منذ أن احتلتها اسرائيل في 1967،

وقال مسؤول إسرائيلي ليل الجمعة السبت إن الدولة العبرية “لن تتعاون” مع زيارة وزراء خارجية عرب الى الضفة الغربية المحتلة.

وأضاف في بيان “كانت السلطة الفلسطينية التي ما زالت ترفض إدانة مجزرة السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، تعتزم أن تستضيف في رام الله، اجتماعا استفزازيا لوزراء خارجية دول عربية، للترويج لإقامة دولة فلسطينية”.

وأضاف “مثل هذه الدولة ستكون بلا شك دولة إرهابية في قلب أرض إسرائيل. لن تتعاون إسرائيل مع مثل هذه التحركات التي تهدف إلى الإضرار بها وبأمنها”.

 وأصدرت وزارة الخارجية الأردنية في وقت لاحق السبت بيانا قال فيه إن الوفد الوزاري الذي يصل الى عمان مساء اليوم لعقد “اجتماع تنسيقي” قبل الزيارة التي كانت مقررة الى رام الله، “أكد في موقف مشترك أن قرار إسرائيل (…) يمثّل خرقا فاضحا لالتزاماتها بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، ويعكس حجم غطرسة الحكومة الإسرائيلية، وعدم اكتراثها بالقانون الدولي”.

وأوضح البيان أن الوفد يتألف من أعضاء في اللجنة الوزارية المكلّفة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة بمتابعة الحرب في قطاع غزة، مضيفا أن “اللجنة قرّرت تأجيل الزيارة إلى رام الله في ضوء تعطيل إسرائيل لها من خلال رفض دخول الوفد عبر أجواء الضفة الغربية المحتلة التي تسيطر عليها”.

وتتحكّم إسرائيل بكل المنافذ الى الأراضي الفلسطينية. ولا يوجد مطار في رام الله، لكن الأرجح أن الوفد كان سيستخدم المروحيات للوصول.

ويضم الوفد، إضافة إلى وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، رئيس اللجنة الأمير فيصل بن فرحان آل سعود وزير الخارجية السعودي، وعبد اللطيف بن راشد الزياني وزير خارجية البحرين، وبدر عبد العاطي وزير خارجية مصر وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.

وكان يفترض أن يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وكانت تقارير إعلامية تحدثت عن مشاركة وزيري خارجية تركيا وقطر أيضا في الزيارة.

وفي رام الله، أعربت وزارة الخارجية الفلسطينية السبت عن “قلقها البالغ”، واصفة قرار اسرائيل بأنه “انتهاك صارخ لالتزاماتها بموجب القانون الدولي بوصفها قوة احتلال”.

– “الدولة اليهودية” و”حل الدولتين” –

وجاء الإعلان عن منع الزيارة غداة إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس س الجمعة إن إسرائيل ستبني “الدولة اليهودية الإسرائيلية” في الضفة الغربية.

وكانت الحكومة الإسرائيلية أعلنت الخميس إقامة 22 مستوطنة جديدة في الأراضي المحتلة.

وترأس المملكة العربية السعودية وفرنسا مؤتمرا دوليا مشتركا في نيويورك في 18 حزيران/يونيو في مقرّ الأمم المتحدة، لإعطاء دفع لما يعرف بحلّ الدولتين بعد أن اعترفت نحو 150 دولة بفلسطين.

وقال دبلوماسي في باريس مطّلع على التحضيرات للمؤتمر، إنّه من المفترض أن يمهّد لاعتراف مزيد من الدول بدولة فلسطينية.

وكانت إيرلندا والنروج وإسبانيا وسلوفينيا أقدمت في العام 2024 على هذه الخطوة.

وتترافق كل هذه الحركة الدبلوماسية مع ضغوط على إسرائيل لتخفيف الحصار على قطاع غزة الذي يشهد حربا مدمّرة منذ عشرين شهرا بين إسرائيل وحركة حماس.

وتسبّب حصار مطبق تفرضه إسرائيل منذ أكثر من شهرين بنقص حاد في الغذاء والماء والدواء وغيرها من المواد الأساسية في قطاع غزة، وقالت الأمم المتحدة إن كل سكان غزة معرضون للمجاعة.

قبل الحرب التي اندلعت إثر هجوم غير مسبوق لحماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، كانت المملكة العربية السعودية تجري مفاوضات مع إسرائيل بوساطة أميركية حول تطبيع علاقاتها مع الدولة العبرية.

إلا أن هذه المفاوضات توقفت مع بدء الحرب. وتربط الرياض الموضوع بإقامة دولة فلسطينية، ما يجعل احتمال التوصل إلى اتفاق بين البلدين أمرا مستبعدا في السياق الحالي. 

وقال كبير الباحثين في مركز “أوراسيا غروب” للابحاث فراس مقصد لوكالة فرانس برس إن زيارة الوزير السعودي “الإستثنائية” التي كانت مقررة الى رام الله “تبرز مدى تحوّل الموقف السعودي من بناء مسار موثوق نحو دولة فلسطينية عبر تطبيع مشروط مع إسرائيل، إلى موقف يهدف إلى بناء هذا المسار عبر تحالف دولي يدعم التطلعات الفلسطينية”.

وأضاف “لن تفرط الرياض في القضية الفلسطينية كما تكهّن الكثيرون. إنها بحاجة إلى منطقة أكثر سلاما وتكاملا لنجاح مشروعها الوطني، ولكن ليس بأي ثمن. ببساطة، لم يعد هناك هيكل تحفيزي للتطبيع مع إسرائيل”.

وأشار مقصد الى “انتقال السعودية وإسرائيل من التطبيع إلى المواجهة الدبلوماسية”.

كط/رض-ب ق

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية