
الأسد في مكان غير معلوم وضابطان يقولان إنه استقل طائرة

عمان (رويترز) – يكتنف الغموض مكان وجود الرئيس السوري بشار الأسد، الذي لم يكن في دمشق عندما سيطرت المعارضة عليها يوم الأحد، لينتهي بذلك حكم أسرة الأسد الذي استمر لأكثر من خمسة عقود.
وقال ضابطان كبيران بالجيش السوري إن الأسد غادر البلاد على متن طائرة إلى وجهة غير معلومة.
وأكدت روسيا، أحد أقرب حلفاء الأسد، أنه غادر سوريا لكنها لم تحدد مكانه وما إذا كانت قد منحته حق اللجوء.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان “بعد مفاوضات بين بشار الأسد وعدد من المشاركين في الصراع المسلح على أراضي الجمهورية العربية السورية، قرر الاستقالة من منصب الرئاسة وغادر البلاد وأعطى تعليمات بأن تنتقل السلطة سلميا”.
ولم يتحدث الأسد على العلن منذ التقدم المفاجئ الذي أحرزته المعارضة قبل أسبوع عندما سيطر مقاتلوها على حلب بالشمال في هجوم مباغت، قبل السيطرة على عدد من المدن وسط انهيار خطوط المواجهة.
ولم يصدر أي إعلان رسمي يوم الأحد بشأن مكان وجود أسماء زوجة الأسد أو أبنائهما، وقد درس أكبرهم في روسيا لفترة طويلة وحصل على شهادة من جامعة في موسكو العام الماضي.
وأظهرت بيانات موقع فلايت رادار الإلكتروني المعني بتتبع الرحلات الجوية أن طائرة تابعة للخطوط الجوية السورية أقلعت من مطار دمشق في نفس التوقيت تقريبا الذي تواترت فيه أنباء سيطرة مقاتلين من العارضة السورية المسلحة على العاصمة.
وحلقت الطائرة في البداية باتجاه الساحل السوري حيث معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد، لكنها حولت اتجاهها فجأة وحلقت في الاتجاه المعاكس لبضع دقائق قبل أن تختفي عن الخريطة.
ولم يتسن لرويترز التأكد بعد من هوية من كانوا على متن الطائرة.
وقال مصدران سوريان إن هناك احتمالا واردا للغاية بأن الطائرة ربما أسقطت أو تم إيقاف جهاز الإرسال والاستقبال الخاص بها، لأنها حولت اتجاهها فجأة واختفت من على الخريطة وفقا لموقع فلايت رادار.
وغادرت الطائرة دمشق بعد وقت قصير من سيطرة مقاتلين من المعارضة السورية المسلحة على مدينة حمص بوسط البلاد مما قطع الطريق بين العاصمة والساحل حيث توجد قاعدتين جوية وبحرية لروسيا حليفة الأسد.
والرحلة الوحيدة التي غادرت سوريا بعد منتصف الليل وأمكن رؤيتها عبر فلايت رادار 24 لتتبع الرحلات الجوية هي رحلة أقلعت من حمص إلى الإمارات، إلا أن هذا كان بعد ساعات من سيطرة مقاتلين من المعارضة على المدينة.
وخلال مواصلة المعارضة تقدمها على مدار الأسبوع المنصرم، شاعت تكهنات بأنه قد يسعى إلى اللجوء إلى موسكو أو إلى حليفته الأخرى إيران.
وذكرت وسائل إعلام رسمية سورية يوم السبت إنه لا يزال في دمشق. ولم تعلق على مكان وجوده منذ ذلك الحين.
وأجرى الأسد زيارة لموسكو قبل هجوم المقاتلين ونشرت وكالات أنباء إيرانية صورة له يوم السبت قالت إنها للقائه بمسؤول إيراني كبير في دمشق.